بعد أشهر من الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، والجهود الدبلوماسية الغربية لإثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شن عمل عسكري ضد كييف؛ غزت القوات الروسية الأراضي الأوكرانية في ٢٤ فبراير الفائت، ولا تزال العمليات العسكرية مستمرة إلى يومنا هذا، وهو ما استدعى اصطفافاً دولياً تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون ضد موسكو، والإجماع على توجيه انتقادات واسعة للتحركات الروسية في المحافل الدولية، وفرض عقوبات قاسية وموجعة على النظام الروسي.
وعلى الرغم من حالة الاصطفاف الدولي لمعارضة التحركات العسكرية الروسية؛ إلا أنها شهدت انقسامات عدة حول كيفية التعامل مع النظام الروسي، بين من يدعو إلى فرض المزيد من العقوبات على روسيا، ولا سيما على قطاع الطاقة الروسي الذي يمثل حوالي ٣٦٪ من ميزانية الدولة خلال العام الماضي، ومن يرفض تلك العقوبات من الدول الأوروبية الحليفة للولايات المتحدة لغياب البدائل لصادرات الغاز الروسية إليها. بينما ترفض الدول الحليفة لموسكو سياسة العقوبات الأمريكية، لعدم الرغبة في إثارة غضب الحليف الروسي. وهناك تيار رابع يرتبط بعلاقات استراتيجية مع واشنطن وموسكو، حيث يدين الهجوم الروسي، لكنه –في الوقت ذاته- يرفض العقوبات الغربية على روسيا، ويدعو لاستمرار العمل الدبلوماسي، ومراعاة المخاوف الأمنية الروسية من توسّع حلف الناتو في دول الاتحاد السوفيتي السابق، بما يُشكل تهديدات للأمن القومي الروسي.
ولن تقتصر تداعيات الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية على تهديد الأمن الأوروبي فقط، ولكن تداعياته ستنتقل إلى منطقة الشرق الأوسط، وقد حذّرت الولايات المتحدة بالفعل من ارتدادات الأزمة على المنطقة، بشكل انعكس في تصريحات الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا، المرشح لتولي القيادة المركزية الأمريكية خلفاً للجنرال كينيث ماكنزي، خلال جلسة استماع بلجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي في ٨ فبراير الجاري قبل تصديق المجلس على توليه المنصب، والتي قال فيها إن “الغزو الروسي لأوكرانيا ستكون له تداعيات على المنطقة، ويمكن أن تمتد إلى سوريا”.
وعليه، تنقسم موضوعات هذا الملف التي تضم تقديرات وتحليلات نشرت على الموقع الإلكتروني للمركز إلى ثلاثة محاور رئيسية، يناقش أولها المواقف الدولية من التصعيد العسكري الروسي، وتحولاتها مع استمرار العمليات العسكرية الروسية التي تدخل أسبوعها الثالث، وتأثيرات تلك المواقف على تماسك تحالفات كل طرف. أما ثانيها فيستعرض العقوبات الغربية القاسية على النظام الروسي، ولا سيما على النفط والغاز الطبيعي الروسي، ومواقف حلفاء الولايات المتحدة منها، ومدى فاعليتها في وقف العمليات العسكرية الروسية. بينما يحلل ثالثها تأثيرات الهجوم العسكري الروسي على دول الشرق الأوسط، سواء بما يقدمه من فرص وتحديات، وتداعياته على الأوضاع الداخلية والأزمات والحروب المشتعلة في المنطقة، وعلى احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات وإيران خلال مفاوضات فيينا النووية، وكذلك على القارة الإفريقية.
موضوعات الملف
1- نفاذية الانتشار: كيف تؤثر أزمة أوكرانيا على الأوضاع الداخلية بالشرق الأوسط؟
2- حسابات معقّدة: كيف تعامل الفاعلون في الشرق الأوسط مع الأزمة الأوكرانية؟
3- تداعيات التصعيد: دوافع اهتمام واشنطن بارتدادات الأزمة الأوكرانية على المنطقة
4- تعزيز التحالف: كيف تصاعد الموقف الغربي من التدخل الروسي في أوكرانيا؟
5- قواعد متغيرة: آفاق التفاعل الإفريقي مع الصراع في أوكرانيا
6- تداعيات مباشرة: لماذا تتردد الدول الأوروبية في فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي؟
7- دعم الانتقال: ماذا تريد السودان من دعم العلاقات مع روسيا؟
8- دوافع متنوعة: لماذا لا تُشارك تركيا في العقوبات الاقتصادية على موسكو؟
9- أهداف مترابطة: لماذا أغلقت تركيا مضيقي البوسفور والدردنيل بعد أزمة أوكرانيا؟
10- توتر إضافي: ما مستقبل العلاقة بين أنقرة وموسكو بعد رفض الهجوم على أوكرانيا؟
11- اختبار صعب: التوظيف العسكري الروسي للساحة السورية في الحرب الأوكرانية
12- ملفات مترابطة: كيف تؤثر الأزمة الأوكرانية على مفاوضات فيينا النووية؟