أوراق الضغط:
الأزمة الأوكرانية وتصاعد الدور الروسي في الشرق الأوسط (ملف خاص)

أوراق الضغط:

الأزمة الأوكرانية وتصاعد الدور الروسي في الشرق الأوسط (ملف خاص)



استبقت روسيا زيارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” للشرق الأوسط خلال الفترة ١٣ – ١٦ يوليو الجاري، بزيارات لوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، لعدد من دول المنطقة في إطار مساعيها لمواجهة المحاولات الأمريكية لعزلها دولياً في أعقاب عملياتها العسكرية في أوكرانيا، التي تدخل شهر الخامس، وتقليل آثار العقوبات الأمريكية والأوروبية غير المسبوقة المفروضة عليها، وتوسيع تحالفاتها في المنطقة، وتعزيز تمركزها ودورها في دول الأزمات لكسر العزلة الأمريكية. فقد زار لافروف إيران في ٢٣ يونيو الفائت، والبحرين، وشارك في الاجتماعات الدورية لوزراء مجلس التعاون الخليجي بالرياض في الأول من يونيو الفائت، وكذلك تركيا في الشهر ذاته، والجزائر وسلطنة عُمان في ١٠ و١٢ مايو الماضي، إضافة إلى لقاءات سابقة له مع قيادات للفصائل الفلسطينية. وقد أثارت زيارات وزير الخارجية الروسي للمنطقة هواجس أمريكية وغربية عدة.

مع تأزم الوضع العسكري الروسي في أوكرانيا، وإخفاقات موسكو في حسم المعركة العسكرية لصالحها في ظل المساعدات العسكرية الأمريكية والأوروبية، وكذلك المعلومات الاستخباراتية الأمريكية لأوكرانيا، والتي عززت من قدراتها الدفاعية، ومواجهة الهجمات العسكرية الروسية، وتكبيد القوات الروسية خسائر فادحة؛ سعت موسكو إلى توسيع نطاق انخراطها في العديد من الأزمات الإقليمية، حيث فرضت الحرب الأوكرانية-الروسية ارتدادات مباشرة على مناطق التواجد العسكري والنفوذ الروسي في الشرق الأوسط، ولا سيما في الملفين الروسي والليبي. فقد عملت روسيا على تعزيز نفوذها في الملف الليبي. فبالإضافة إلى الوجود العسكري، سوف تستأنف روسيا عمل بعثتها الدبلوماسية من طرابلس.

وعلى الرغم من التقارير الإعلامية السورية المحلية التي تشير إلى تخفيض روسيا من مستوى حضورها العسكري داخل الأراضي السورية، فإن موسكو قامت بالعديد من التحركات العسكرية التي تؤكد استمرار انخراطها في الساحة السورية، سواء بإطلاق عملية لملاحقة عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، أو بعض التحركات الأخرى مثل تسيير دوريات في درعا على الحدود مع الأردن.

وقد سعت روسيا في أعقاب عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وما تبعها من عقوبات غربية قاسية على نظامها المالي والسياسي، للتهديد بأوراق الضغط التي تمتلكها في منطقة الشرق الأوسط، والعمل على تأجيج الصراعات التي شهدت مرحلة من التهدئة، وتلك التي يتوقع التوصل إلى تسويات بشأنها، فهددت بوقف المساعدات الإنسانية لسوريا، وعملت على عرقلة جهود إدارة الرئيس جو بايدن لإعادة إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وفي ليبيا، لا تستبعد اتجاهات عديدة أن تستغل روسيا ورقة الهجرة غير النظامية من ليبيا وانتقال المقاتلين الأجانب من ليبيا إلى أوكرانيا لزعزعة استقرار أوروبا. ومن دون شك، فإن روسيا لن تسمح لأوروبا والولايات المتحدة بفرض حل لصراعات وأزمات المنطقة على حساب مصالحها.

وعليه، يناقش هذا الملف الذي يضم تقديرات وتحليلات نشرت على الموقع الالكتروني لمركز العالم العربي ارتدادات استمرار الحرب الروسية-الأوكرانية على دور موسكو في الشرق الأوسط، وكيف تستغل وجودها العسكري في المنطقة، ونفوذها المتصاعد في العديد من صراعاتها وأزماتها، للضغط على المصالح الغربية، وامتلاك ورقة مساومة لتعزيز موقعها قبل التوصل إلى أي اتفاق محتمل مع الدول الغربية بشأن أوكرانيا.

موضوعات الملف:

تنافس متصاعد: رسائل التحركات الروسية الأخيرة في الشرق الأوسط

ارتدادات أوكرانيا: تفاعلات جديدة في مناطق النفوذ الروسي بالشرق الأوسط

اضطراب أمني: كيف سيُلقي الانسحابُ الروسي من سوريا بظلاله على الشرق الأوسط؟

أبعاد سياسية: دوافع التحركات الروسية العسكرية في البادية السورية

توتّرات مستترة: لماذا أغلقت أنقرة مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية المتجهة لسوريا؟

جلسة استماع: تأثيرات الأزمة الأوكرانية على السياسات الروسية في بؤر الصراعات العربية

أوراق ضغط: هل ينتقل التصعيد من الأزمة الأوكرانية إلى قضايا المنطقة؟

مكاسب محتملة: كيف تستغل تركيا تراجع الاهتمام الروسي بسوريا؟