أكد الباحث في العلوم السياسية محمد بسيوني عبد الحليم، في تعليق خاص لموقع “الحائط العربي”، على أن الحكومة في لبنان ستتشكل برئاسة سعد الحريري، رغم مرور ما يزيد على خمسة أشهر على تكليفه بتشكيل الحكومة. وهو ما يرجع إلى في النخب السياسية السنية والشخصيات القادرة على تشكيل الحكومة في لبنان، وكذلك القبول الذي يحظى به الحريري دون غيره من جانب بعض القوى الإقليمية والدولية.
إلا أن المعضلة وفقًا لبسيوني تتعلقبالمدى الزمني اللازم لعملية التشكيل، والتي يتوقعأن تستغرق مزيدًا من الوقت لارتباطها بترتيبات إقليمية مثل نتائج الانتخابات الإسرائيلية والعلاقات الإيرانية – الأمريكية، بالإضافة إلى المعوقات اللبنانية الداخلية.
وحدد عبد الحليم عددًا من المعوقات والخلافات التي تعوق عملية تشكيل الحكومة في لبنان، منها الخلاف حول طبيعة تشكيل الحكومة والمحاصصة والحجم. فبينما يدفع الرئيس اللبناني ميشال عون بحكومة موسعة تتجاوز 20 وزير، فإن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري يفضل تشكيل حكومة كفاءات مصغرة يترواح حجمها من 14 إلى 18وزير. بالإضافة إلى الخلافات الشخصية بين عون والحريري التي لم تعد خلافات مكتومة، في ضوء المناوشات بين الطرفين التي تجلت في يناير الماضي في فيديو مسرب الذي اتهم فيه عون الحريري بالكذب حول إعطائه ورقة حكومية، وبما يصدر عنه من تصريحات. وكذلك بيان مكتب الحريري الذي اتهمدوائر قصر بعبدا بأنها تريد توجيه الاشتباك الحكومي نحو مسارات طائفية، وأنها تنزع بذلك عن رئيس الجمهورية صفة تمثيل اللبنانيين بمختلف اطيافهم لتحصر هذا التمثيل بمسؤوليته عن حصص المسيحيين في الدولة والسلطة والحكومة. وكذلك بيان ئاسة الجمهورية اللبنانية الذي اتهم الحريري بأنه مصمم على التفرد بتشكيل الحكومة رافضاً الأخذ بملاحظات رئيس الجمهورية التي تجسد الشراكة في تأليف الحكومة.
وأشار الباحث في الشؤون العربية والإقليمية إلى المتغير الفرنسي – الأمريكي كمحدد مستجد بعد صعود الرئيس الأمريكي جو بايدن. فبينما شهدت العلاقات بين البلدين خلافات حول التعامل الفرنسي مع حزب الله في عهد ترامب، فإن التساؤل الآن حول مدى تفهم الإدارة الامريكية الجديدة للرغبة الفرنسية في إدماج حزب الله في العملية السياسية. موضحًا أن التوافق بين ماكرون وبايدن على الدور السياسي لحزب الله سيسرع من عملية تشكيل الحكومة في لبنان.