قمة الضرورة في الجزائر – الحائط العربي
قمة الضرورة في الجزائر

قمة الضرورة في الجزائر



عندما تداول الإعلام مؤخراً، أنباء عن احتمال تأجيل القمة العربية المقبلة، انزعجت الحكومة في الجزائر للغاية، ليس فقط لأنها هي التي تستضيف القمة على أرضها في أول نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ولكن لأنها حريصة على انعقادها في موعدها، وعلى نجاحها معاً.

ونحن نعرف أن القمة كان من المفترض أن تنعقد في موعدها التقليدي الذي يوافق أواخر مارس/ آذار في كل سنة، ولكنها لظروف «كورونا» وغيرها، تأجلت الى موعدها الجديد.

ومنذ جرى الإعلان عن الموعد الذي سيكون في يومي 1 و2 نوفمبر/ تشرين الثاني)، نشطت الجزائر في كل اتجاه عربي، وبدأت بالعمل على توفير أجواء نجاح القمة، وصار رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري، نشيطاً يتحرك في أرجاء المنطقة، ولم يعد يفارق عاصمة عربية إلا ليطير الى غيرها، حاملاً الدعوات من الرئيس عبد المجيد تبون إلى كل قائد عربي.

وحين جرى اتصال هاتفي بين لعمامرة وبين فيصل المقداد، وزير الخارجية السوري، خلال أيام مضت، فإن الاتصال بما قيل خلاله بين الوزيرين، قد أزال عقبة من أمام القمة، بقدر ما قطع خطوة مضافة في اتجاه تحقيق ما يترقبه المواطنون العرب من ورائها.

قال الوزير المقداد أثناء الاتصال، إن بلاده تفضل ألا يكون موضوع عودتها إلى مقعدها في جامعة الدول العربية مطروحاً في القمة. وليس سراً أن هذا الموضوع كان، ولا يزال محل خلاف بين عدد من العواصم العربية، ولأنه كذلك فهو في حاجة إلى نوع من التوافق المسبق بين القادة العرب. والظاهر أن دمشق قد أحست بأن هذا التوافق في حاجة إلى وقت، وأن الوقت الذي يفصلنا عن موعد القمة ليس كافياً للوصول إلى التوافق المطلوب، وكان الحل هو أن تتجنب القمة ما هو موضع خلاف، وأن تتفرغ لما هو محل اتفاق، أو توافق على الأقل.

ومن انتفاء احتمالات التأجيل، إلى الاتصال الهاتفي بين الوزيرين لعمامرة والمقداد، يبدو أن القمة تقطع خطوة بعد خطوة في طريق الانعقاد في الموعد المحدد، وفي طريق تحقيق الغايات المنتظرة، وفي طريق البناء على ما قبلها من قمم انعقدت من قبل.

وفي 13 سبتمبر/ أيلول الجاري، صدرت أنباء تتحدث عن احتمال مشاركة ملك المغرب محمد السادس في قمة الجزائر.

وبين طيّات الخبر الذي تم نقله عن مصادر دبلوماسية رفيعة في العاصمة المغربية الرباط، قرأنا أن السلطات المغربية أجرت اتصالات مع دول الخليج، لإبلاغها بمشاركة الملك شخصياً في القمة، وأن المغرب عمل بتشجيع من حلفائه الخليجيين على المشاركة على أعلى مستوى في هذا الحدث من أجل ضمان نجاحه.

ومن قبل، كان ملك المغرب شارك في القمة العربية التي التأمت على أرض الجزائر 2005، وكانت آخر قمة يحضرها الملك.

وهكذا تتهيأ الظروف السياسية لإنجاح القمة يوماً بعد يوم، لأن الجزائر تقرأ جيداً ما يحدث في المنطقة، وفي العالم من حولنا، وتعرف أن انعقاد القمة في موعدها المضروب ضرورة لا ترفاً، وأن كل عاصمة عربية مدعوة إلى أن تقدم ما تراه لازماً لوصول هذا الحدث الكبير إلى هدفه المنشود.

ولا بد أن البلد الذي قدم مليوناً من الشهداء في سبيل تحرير أرضه والإمساك باستقلاله، لن يبخل في تقديم ما يجعل من هذه القمة قمة في موعدها، وفي مكانها، وفي موقعها بين القمم السابقة.

نقلا عن الخليج