تُعد مكافحة الإرهاب والتطرف أحد التحديات العالمية التي تواجه المجتمع الدولي في العصر الحديث، وقد كان مؤخراً الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد «داعش» الذي عقد في الرياض بقيادة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية بتاريخ 8 يونيو 2023، وفي هذا السياق، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك فاعل وملتزم في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.
وقد شارك معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، في هذا الاجتماع الوزاري. فما يميز دولة الإمارات أنها تتبنى استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب والتطرف، ترتكز على بناء السلام، وتعزيز التسامح كأدوات رئيسية للحد من هذه التحديات والتي تعكس جهود الإمارات والتزامها بالتعاون الدولي، وتحقيق الاستقرار والسلام العالمي. وقد أكد معالي الشيخ شخبوط بن نهيان التزام دولة الإمارات بدعم جهود التحالف في مكافحة توسّع هذه الجماعة الإرهابية في أفريقيا، مؤكداً أهمية الحوار والعمل المشترك على المستويين الإقليمي والدولي للتصدي الفعّال للأنشطة الإرهابية.
لكن أهم ما أشار إليه معاليه، وهذا ما يميز دولة الإمارات عن غيرها في مكافحة الإرهاب والتطرف، هو تأكيد أهمية تعزيز التسامح وبناء السلام وحفظه، ومواجهة التعصب وخطاب الكراهية والتمييز، ومحاربة التطرف بجميع أشكاله. وقد أثنت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، هالة غريط، على الجهود التي بذلتها دولة الإمارات في مكافحة التطرف، خاصة من خلال الوسائل الدبلوماسية والجهود المبذولة لتعزيز التعايش والاعتدال. وأكدت أن هذه الجهود تعتبر جزءاً أساسياً من استراتيجية أوسع نطاقاً للقضاء على الأسباب الجذرية للتطرف والإرهاب.
وقد أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في خطابه خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد «داعش»، على خطة تمويل واشنطن لمعالجة نقاط الضعف واليأس التي استغلها تنظيم «داعش» لجذب الشباب والأطفال، مثل الظروف الأمنية والإنسانية السيئة، وعدم وجود فرص اقتصادية. كما أكد أيضاً ضرورة إعادة المقاتلين الأجانب وأفراد عائلاتهم إلى بلدانهم الأصلية، حيث أشار إلى أن فشل هذا الإجراء قد يؤدي إلى هروبهم وإعادة التسلح، مما يشكل تهديداً للأمن الدولي.
ورغم أهمية الدعم المادي واللوجستي لمكافحة إرهاب «داعش»، إلا أن الأمر يحتاج لاستراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب والتطرف من الناحية الأيديولوجية، مثل النموذج الذي تبنته دولة الإمارات بناءً على التسامح والاعتدال والتعايش، وفي ظل غياب هذه الاستراتيجية تظل التهديدات الإرهابية قائمة. وحتى إذا تم القضاء على «داعش»، فمن المحتمل ظهور منظمات إرهابية أخرى، نظراً لتجذر التطرف الفكري الذي ينبع أساساً من التعصب وخطاب الكراهية والتمييز.
دولة الإمارات تحث على عدم التهاون مع تمويل وترويج الإرهاب، وتؤكد أهمية التمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة لحماية المكتسبات التنموية وتحقيق السلام والاستقرار، وتشدد على أن مكافحة الإرهاب تتطلب استراتيجية فكرية بجانب الجوانب المادية واللوجستية، ويتحقق ذلك من خلال القوى الناعمة والصلبة، والالتزام بالمواثيق الدولية.
نقلا عن الاتحاد