تستمر حروب الطائرات المسيرة وعمليات الاغتيال والتدمير لمكونات المجتمعات العربية والأمن والاستقرار العربي بسبب وقوع المنطقة العربية فريسة فارسية، لا نستطيع تبرئة إيران مما نشهد من برك الدماء.
العدوان الحوثي توجه مؤخراً إلى الشقيقة الإمارات العربية، بسلاح إيراني كما هو الحال مع الشقيقة السعودية والعراق و«حزب الله» أيضاً.. لا نجرؤ على تبرئة ساحة إيران مما نشهد في العالم العربي، وخصوصاً في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
إيران لم تزل تراهن على التناقضات في الساحتين العسكرية والدبلوماسية، ففي القنوات الدبلوماسية تتبنى طهران الوجه الورع، الذي يبحث عن السلام ويدين الأعمال العدوانية والعسكرية، بينما المشروع الثوري والعسكري لم يتغيّر تجاه المنطقة العربية!
بلا شك أن إيران تستغل النزاعات العرقية والمذهبية والطائفية في الدول العربية، لأنها على علم مسبق بغياب التوافق العربي ــ العربي من جهة، وغياب أيضاً وحدة خليجية حقيقية في التصدي للمشروع العسكري الإيراني.
هناك دول قريبة علينا احتفت بالصاروخ الحوثي على الإمارات العربية المتحدة، كما حصل أيضاً في غزة من فصائل فلسطينية، وهي تطورات ليست غريبة على التناقض العربي والنزاعات العنصرية والدينية عربياً وخليجياً.. ولطالما هناك دولة تغذي تلك المشاريع العدائية ضد الشعوب العربية تحت شعارات نصرة المستضعفين.
تحديات سياسية وعسكرية شتى تواجه المنطقة العربية والخليجية أيضاً، لكن في المقابل ليس هناك مشروع عربي حقيقي نحو مواجهة تلك التحديات والمطامع، باستثناء بيانات الاستنكار والتنديد المعتادة دبلوماسياً لرفع العتب لا أكثر!
يبدو جلياً أن الحلول هي سياسية ودينية بالدرجة الأولى، حيث يستوجب الوضع الراهن ومنذ زمن التوافق والاتفاق على المواجهة السياسية، وإدراك أن القوى العظمى، وتحديداً أميركا، تبحث عن مصالحها وترعاها بشدة، وآخر همها المصالح العربية والخليجية عموماً.
أما الحل الديني فهو يكمن في دعم دول الخليج قبل الدول العربية التعاون مع عناصر وقيادات دينية معتدلة ومستقلة.. قادرة على قيادة التصدي للمشروع الطائفي والمذهبي والأطماع الإيرانية بصورة خاصة.
هناك من الشخصيات الدينية في العراق وإيران وفي دول أخرى، التي يمكن أن تتلاقى مع مصالح دول الخليج، بل دعمها والتنسيق السياسي بينها لبلورة التصور الأمثل والأنسب في التصدي لأي أطماع ومخططات طائفية ودينية وعرقية.
ينبغي على الدول العربية والخليجية احتضان سيناريو واحد في مواجهة المخطط الفارسي وخطط «حزب الله» والحوثيين وغيرهم كثر، من دون المراهنة على السياسة الغربية، فالمصالح الغربية تتغيّر نحو المحافظة على مصالحها بالدرجة الأولى وليس مصالح دول متنازلة أساساً عن الدفاع عن مصالحها!
أمام هذه التعقيدات والتحديات، تبرز الحاجة إلى مشروع إعلامي عربي وخليجي ضاغط سياسياً على قنوات القرار السياسي في المنطقة العربية للخروج من دائرة المجاملة والاستهانة بمخططات عدائية واضحة الأهداف وبتنظيم عسكري وطائفي قاتل وانتحاري في الوقت ذاته.