هل تعلم أن دولة الإمارات هي عاصمة صناعة الخدمات في الشرق الأوسط؟.. حيث تتقدم جميع الدول العربية والمحيطة بالمنطقة، وباتت الآن في قلب هذه الصناعة دولياً ومساهماً رئيسياً في الساحة العالمية بأرقام تصل إلى 250 مليار دولار أي أقل بقليل من تريليون درهم.
وهل تعلم أن الإمارات – هذه الدولة الفتية – باتت اليوم مصدّراً رئيسياً لصناعة الخدمات في العالم، أكثر مما هي مستورد، ما يعني أنها باتت تمتلك من الخدمات ما يجعلها تتفوق على مثيلاتها من دول المنطقة والكثير من دول العالم.
لكن ما هي تجارة أو صناعة الخدمات، التي باتت تميز الإمارات عن غيرها من الدول؟
صادرات الإمارات الخدمية، هي طيران الإمارات و«الاتحاد» و«العربية» و«فلاي دبي»، هي موانئ دبي وأبوظبي حيث تدير عشرات الموانئ العالمية ومناطقها الخاصة واللوجستية، هي أيضا شركاتها الاستشارية والعمرانية والتطويرية، وشركاتها التقنية والبرمجية التي تعمل في أسواقها والخارج، هي أيضاً محطاتها البترولية ومتاجرها ومراكز تسوقها، هي كل شيء حمل علمها، وبدأ من عندها وانطلق من أرضها.
إنها باختصار، السياحة والنقل وتقنية المعلومات والاتصالات والخدمات اللوجستية والمالية والتأمين والملكية الفكرية والبناء والتشييد والخدمات الحكومية والاستشارات.
تقرير «التجارة العالمية عن الخدمات لعام 2022» الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) يشير إلى الآتي:
154 مليار دولار صادرات الإمارات من الخدمات في 2022 لتحجز مقعدها في الترتيب ال12 عالمياً، و95 مليار دولار وارداتها، ما يجعلها في الترتيب 18 عالمياً، ليصبح إجمالي تجارتها من الخدمات 249 مليار دولار.
أما كيف استطاعات دولة عربية أن تحقق هذه المكانة العالمية رغم أن صناعة أو تجارة كهذه على مر العقود بيد دول الغرب الصناعي؟.. ببساطة، لأن دولة الإمارات قررت منذ التأسيس أن تصنع مستقبلها بيدها نتيجة لرؤية بعيدة المدى لقيادتها، وسياسات تجارية واقتصادية مرنة وبيئة تكنولوجية ورقمية متطورة تشجع على نمو وازدهار هذا النوع من الأنشطة الاقتصادية الحيوية.
وإذا أضفنا أرقام التجارة السلعية لدولة الإمارات إلى ما هو محقق في تجارة الخدمات، فإن الإجمالي يصل إلى 1.27 تريليون دولار، وبفائض يبلغ 233 مليار دولار خلال عام 2022، وفقاً لتقرير المنظمة الدولية، موزع بواقع 174 مليار دولار على التجارة السلعية، و59 مليار دولار على الخدمات.
أهمية صناعة الخدمات، في أنها تجارة غير منظورة، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب تقييمها خاصة إذا كانت خدمة تقنية أو استشارية أو حتى حكومية وإدارية أو لوجستية، وهي في العموم تصنف ضمن القوة الناعمة للدول خاصة لناحية التأثير في أنحاء العالم.
الإمارات الفتية، أصبحت خلال هذا الوقت القصير من عمرها، نموذجاً ساطعاً يحتذى، وملهمة في منطقتها، ومحفزة للطاقات في العالم، ينظر إليها على أنها المكان الذي يجب أن يوجد فيه للعيش في المستقبل.. الآن.
نقلا عن الخليج