علق الدكتور نادر نور الدين، الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لـ”الحائط العربي”، على إمكانية حل أزمة سلاسل توريد الغذاء، بناء على تعهدات روسيا، التي جاءت على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف (8 يونيو 2022)، بأمن السفن الأوكرانية مقابل إزالة أوكرانيا للألغام.

وقد استبعد “نور الدين” حلّ أزمة الغذاء في العالم بناء على الموقف الروسي الأخير، واعتبر التصريحات الرسمية الروسية في هذا الإطار محاولة لاستغلال النقص الكبير في الحبوب والزيوت في العالم، وتسييس الأزمة، وتوظيفها لصالحها؛ إذ ربطت روسيا هذا الموقف بإزالة الألغام التي زرعتها أوكرانيا في البحر، وهي محاولة لرفع العقوبات على روسيا، من خلال توجيه الدول التي تعاني جراء نقص الغذاء للضغط على أمريكا وأوروبا، وهو ما حدث عقب استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس السنغال في موسكو، إذ ناشد الأخير أمريكا والاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات في ضوء ارتفاع أسعار الحبوب والزيوت والأعلاف.

وبينما يستبعد “نور الدين” إمكانية تراجع أمريكا وأوروبا عن العقوبات على روسيا، على خلفية أزمة الغذاء في العالم، ليس فقط لأسباب سياسية، وإنما للاستفادة الخاصة، إذ إن أمريكا وكندا على وجه التحديد من كبار مصدري القمح، إضافة إلى قدرات دول أوروبية على تصدير القمح أيضاً.

وبشأن مستقبل أزمة الغذاء العالمية، وإمكانية حلحلة الموقف المتأزم الراهن، اعتبر أن سيناريو التراجع عن العقوبات على روسيا، أو على الأقل تسوية بعضها فيما يتصل بالحبوب والزيوت، ربما لن يحدث قبل ثلاثة أشهر مقبلة، حينما تتفاقم أزمة الغذاء العالمية بصورة أكبر من الحالية، بما قد يزيد الضغوط من الدول الأكثر تضرراً في آسيا وأفريقيا على أمريكا ودول أوروبا.