ملفات متشابكة:
هل تؤثر زيارة الكاظمي للرياض وطهران على حالة الجمود السياسي في العراق؟

ملفات متشابكة:

هل تؤثر زيارة الكاظمي للرياض وطهران على حالة الجمود السياسي في العراق؟



في تعليق خاص لموقع “الحائط العربي” بشأن زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمى إلى المملكة العربية السعودية وإيران في 25 و26 يونيو 2022، قال الدكتور مثنى العبيدي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بكلية العلوم السياسية بجامعة تكريت، إنّه لا تعد زيارة مصطفى الكاظمي -رئيس مجلس الوزراء العراقي- الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية والتي أتبعها بزيارة مباشرة إلى إيران هي الزيارة الأولى من نوعها، بل إنها زيارة تندرج ضمن سلسلة من الزيارات قام بها الكاظمي إلى كلٍّ من الرياض وطهران.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أنه رغم أن ظاهر هذه الزيارات هو تعزيز وتطوير العلاقات بين العراق وكل من المملكة العربية السعودية وإيران في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها؛ إلا أن الأمر بدا فيما بعد أن الحكومة العراقية تتابع دورها بشأن الوساطة بين السعودية وإيران في ظل مرحلة من الخلافات والصراع القائم فيما بينهما منذ عدة سنوات.

واللافت للانتباه -في هذا السياق- أنه رغم الإعلان عن الوساطة العراقية التي سعت من أجل حلحلة الملفات الشائكة بين الدولتين؛ فإن تلك الوساطة في بداية أمرها كانت قد اتخذت طابعاً سرياً، وقد أثمرت عن فتح قناة للتواصل بين السعودية وإيران، كما تم التباحث بينهما في عددٍ من الملفات والقضايا ولا سيما الإقليمية منها في كل من اليمن وسوريا.

وأكّد الدكتور مثنى العبيدي على أنه في ظل علاقات العراق مع كل من إيران والمملكة العربية السعودية، ولا سيما تأثير إيران في العراق، واعتبار هذه الأخيرة جزءاً من ساحة تصفية الحسابات بين هاتين الدولتين؛ فلا شك أن أي تقارب أو تواصل بينهما سينعكس بشكل أو بآخر على الساحة السياسية والأمنية في العراق، وخاصة فيما يتعلق بالأزمة السياسية الراهنة وحالة الجمود السياسي الذي تعاني منه العملية السياسية في العراق.

لذا، فان أي تواصل إيجابي بين المملكة العربية السعودية وإيران، سواء كان من خلال العراق ووساطته أو بشكل مباشر بينهما، سيكون له تأثير على هذا الانسداد، وإمكانية حل أزمة تشكيل الحكومة العراقية إذا كانت هنالك رغبة من إيران تجاه هذا الأمر.

ويُضاف إلى ذلك أن هناك آراء ذهبت إلى أن زيارة مصطفى الكاظمي إلى كل من المملكة العربية السعودية وإيران في هذا التوقيت جاءت بهدف التأثير على القوى السياسية المختلفة في العراق، بل وتجديد الثقة للكاظمي ومنحه فرصة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وهو الأمر الذي يأتي في ظل الحراك الذي تقوم به القوى السياسية العراقية المختلفة فيما يتعلق بمساعي تكوين الحكومة الجديدة التي تعثر تشكيلها منذ الانتخابات البرلمانية التي عُقدت في أكتوبر 2021.