هديتان ثقافيتان: إماراتية وكويتية – الحائط العربي
هديتان ثقافيتان: إماراتية وكويتية

هديتان ثقافيتان: إماراتية وكويتية



قبل أكثر من عقدين كانت سلسلة عالم المعرفة الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت تطبع ٤٣ ألف نسخة من الكتاب الذي تصدره شهرياً، ويوزّع في كل الأقطار العربية منذ أن صدرت السلسلة في يناير ١٩٧٨ بإشراف الكاتب الكويتي التنويري أحمد مشاري العدواني ١٩٢٣ – ١٩٩٠، والسلسلة درجت على تقليد إحصائي ثابت يحترمه كل مثقف وقارئ عربي، فهي تثبّت الرقم ٤٣ ألفاً في الصفحة الثالثة من كل كتاب، وعلى الرغم من أن تثبيت العدد المطبوع من الكتاب يشير من ناحية إحصائية إلى طبيعة العمل الطباعي والنشري للسلسلة، وإلّا هذا الرقم له دلالة ثقافية على درجة عالية من الأهمية، فالرقم يشير إلى عشرات آلاف القرّاء وهو رقم كبير إذا وضع أمام المتشائمين من الكتاب والمثقفين الذين يجلدوننا ويجلدون أنفسهم بعبارة نمطية تقول إن العربي لا يقرأ، فإذا كان العربي لا يقرأ حقيقةً، فما حاجة سلسلة عالم المعرفة إلى طباعة ٤٣ ألف نسخة من الكتاب؟؟، لا بل إن الحقيقة النشرية أو المؤشر النشري لعالم المعرفة يؤكد وجود قطاع قارئ ومنتظم القراءة عند رأس كل شهر بأسعار رمزية، ومن المهم التأكيد هنا على رمزية أسعار الكتب التي أوجدتها سلسلة عالم المعرفة، فهي تساعد على تربية وتنمية قارئ عربي تعدّدي يقرأ في الآداب والفنون والعلوم والتاريخ والجغرافية والأسطورة والأديان بأسعار زهيدة وطباعة محترمة.

سلسلة عالم المعرفة رَبّت قارئاً عربياً عمره الآن أكثر من ٤٥ عاماً، ويستطيع أي مراقب ثقافي أو أي مهتم بتتبع مؤشرات القراءة العربية القول باطمئنان أن جيل الثمانينات وأواخر السبعينات في الوطن العربي هو جيل محظوظ بالهوية الكويتية المعرفية على مدار عقود ومن الزمن تشكّلت خلالها عادات قراءة عربية موحّدة على موضوعات ثقافية في حدّ ذاتها أوجدت بالتراكم قيماً ثقافية وأدبية مشتركة عند آلاف القرّاء الذين تقفز مؤشرات ثقافتهم القرائية إلى الملايين.

الملايين العربية القارئة في السنوات الأخيرة يجري اليوم معاينتها بكل سهولة من خلال ثقافة القراءة التي كرّستها المبادرات الإماراتية ذات الأفقين:.. المحلي الإماراتي، والأفق العربي.

محلياً أكّدت الإمارات ضرورة نجاح مبادرة عشرية القراءة ٢٠١٦ – ٢٠٢٦، وشهر القراءة في مارس من كل عام، ومعارض الكتب، ومشاريع الترجمة الإماراتية، وعربياً أطلقت الإمارات مبادرة تحدّي القراءة العربي، واحتفت الدولة بكل مبادرة فردية عربية من شأنها تعزيز ثقافة القراءة وأخلاقياتها ووعودها الإنسانية المرتبطة بالمستقبل.

نقلا عن الخليج