الحائط العربي
“مركز تفكير” تم تأسيسه في القاهرة عام 2016، لدراسة التحولات الهيكلية التي تمر بها دول العالم العربي، والتي كان كثير منها قد بدأ يتعرض لزلازل سياسية عنيفة منذ عام 2011. وعبر ما يزيد عن 10 سنوات استمرت المنطقة العربية تواجه ” توابع حادة” وظواهر جديدة، وموجات تالية، أدت إلى وضع شديد التعقيد، وغير مسبوق. وتطلب الأمر العمل على محاولة تشكيل “دراسات عربية عملية”، على أسس وبملامح وبأسلوب وبـ ” باحثين” مختلفين، يمكن من خلالها رصد وتحليل وتقييم الموقف الراهن في المنطقة، وما يحيط بها من دول ومناطق في جنوب غرب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء وشمال البحر المتوسط.
أن الإطار العام الذي يحكم عمل المركز في هذا الاتجاه، يستند على عدة أسس:
1- أن هناك “عالم عربي” يتكون من 22 دولة لديها ملامح أساسية مشتركة، تشكل “إقليما عربيا” داخل النطاق المحيط به.
2- أن علاقات الدول العربية تتسم بالتحولات الحادة، رغم وجود “أنماط ثابتة” تظهر وتستمر أو تنحسر من عام لآخر.
3- أن كثيرا من تلك الدول تواجه أوضاعا داخلية غير مستقرة، أثرت على فكرة “الدولة”، بما فيها المجتمعات، ذاتها.
4- أن هناك عملية تحديث غير عادية تتم داخل بعض الدول العربية، فهناك “أخبار جيدة” في الإقليم العربي أيضا.
5- أن معظم تلك الدول تواجه تهديدات خارجية حادة، وصلت إلى الداخل، من جانب أطراف إقليمية في الشرق الأوسط.
لكن الأهم، أن هناك توجهات حقيقية بدأت في التبلور خلال السنوات الأخيرة، من جانب عدة دول ومنظمات وجماعات عربية، في اتجاه إعادة إحياء فكرة “العالم العربي”، من خلال مصطلحات وتحالفات وشبكات ومبادرات، مغايرة لما جرى من قبل، وتبدو قابلة للتنفيذ، ولو جزئيا أو وظيفيا أو مرحليا، كاستراتيجيات حد أدنى، وهذا يكفي.
أن مفهوم ” العالم العربي” الذي يتبناه المركز لا يرتبط بأية أفكار نظرية أو أيديولوجية، وإنما يستند على “المداخل الواقعية”، التي تعتبر أن الدولة القومية هي الأساس في تشكيل المنطقة العربية، وأن المصلحة الوطنية لكل دولة هي الأساس في تفاعلات الدول، مع قناعة حقيقية بأن هناك “مصالح مشتركة” يمكن أن تدعم قدرة كل دولة على تحقيق أهدافها الخاصة، المتعلقة بالأمن القومي والتنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي والتماسك الاجتماعي والانفتاح الثقافي والتقدم التكنولوجي والمكانة الدولية.
الحائط العربي
إن الأنشطة العلمية للمركز تتسم بالتحديد الشديد، فهي تقديرات يومية، وموقع إليكتروني، وإصدارة شهرية، وحلقات نقاش أسبوعية، تهدف إلى تدعيم الوعي العام، والمساهمة في صنع السياسات، في إطار محددين:
1- أن منتجات نشاطات المركز ستكون مباشرة موجزة مرئية، مركبة، تتناسب مع واقع المنطقة، وطبيعة المهتمين بها.
2- أن نشاطات المركز ستكون موجهة للأطراف الخارجية المحيطة بالمنطقة، كما هي موجهة للمنطقة العربية ذاتها.
” الحائط العربي” هو الموقع الإليكتروني للمركز، الذي يستند على تقدير بسيط، وهو أن هناك “تهديدات مشتركة” للدول الرئيسية في المنطقة العربية، نابعة من دول وجماعات تقع على المحيط الخارجي للعالم العربي، أو تتمركز داخل بعض دوله، وأن هناك مصلحة مشتركة لـ “مجموعة الدول العربية” في التعامل معها، على الرغم من تفاوت أولويات الدول العربية بشأن حجم أو إلحاح، ما تمثله من تهديد، أو حتى ما إذا كانت تمثل تهديدا من الأساس.
إن المهمة الأساسية لموقع ” الحائط العربي” هي أن يكون خط دفاع تحليلي متقدم عن مصالح الدول العربية، ويأمل “فريق العمل” الذي يدير الموقع في أن يقدم ” فكر إستراتيجي عربي جديد” يساعد في بلورة فكرة العالم العربي لدى المهتمين والباحثين والمتخصصين والممارسين في المنطقة، لكن مهمة الموقع “الأولى” ليست التوجه إلى العالم العربي، وإنما محاولة الوصول إلى داخل الأطراف التي تمثل تهديدات له، أو الاطراف الدولية ذات المصالح أو التأثير في الشرق الأوسط، بلغاتها الأصلية، التي ستبدأ بالإنجليزية، والتركية، والفارسية، والهدف هو “وقفة مع الإقليميين”، آملين في إضافة لغات إقليمية ودولية أخرى في وقت قريب.
تمويل المركز
أن ” العالم العربي” هو شركة توصية بسيطة خاصة، تعتمد ماليا على ما يتوفر له من “مشروعات علمية” تتم بالتعاون مع مراكز دراسات أو مؤسسات عامة أو خاصة، داخل مصر، أو في المنطقة العربية، في ظل ما يلي:
الضوابط الخاصة التي تضعها الإدارة، بشأن المشروعات التي يتم قبول العمل فيها، وفق قيم المركز.
الضوابط العامة التي يتم الالتزام بها تماما، والمتعلقة بتوجهات الدولة وقواعد القانون في مصر.
الإشراف المالي على المركز من جانب شركات Audit معروفة.
كما يعمل المركز على تنمية موارده من خلال إعلانات الموقع الإليكتروني، واشتراكات التقديرات العامة “اليومية”، والدورية الشهرية (حالة العالم العربي)، والحصول على رعاية لبعض أنشطته التفاعلية.