مصر والسعودية والإمارات وإطفاء الحرائق! – الحائط العربي
مصر والسعودية والإمارات وإطفاء الحرائق!

مصر والسعودية والإمارات وإطفاء الحرائق!



يسعى أعداء مصر والسعودية والإمارات إلى زرع أسافين الخلافات، أو افتعال الأزمات، أو العبث بالعقول، أو تحريض طرف ضد الآخر، لعل ذلك يحقق أمنياتهم في ضرب التحالف في ما بين هذه الدول، فتأتي الفرصة للصيد في الماء العكر، والتأثير في الأوضاع الداخلية فيها، والمساهمة في إرباك الوضع الإقليمي لصالح طرف أو أطراف خارجية. ويبدو واضحاً أن القيادات في الدول الثلاث على وعي تام بحجم المؤامرات التي تحاك ونوعيتها، والأطراف التي لا تفوت فرصة إلا واستغلتها لإثارة الفتنة وإفساد المودة. والمتابع للمنصات الإعلامية لتنظيم “الإخوان المسلمين” الإرهابي سيجد أن جانباً مهماً من اهدافها هو الإساءة الى زعماء الدول الثلاث وتحريض شعوبها عليهم واستغلال أي حدث عارض أو مشكلة وقتية والنفخ فيها وترويجها وحبك الروايات الكاذبة والقصص الوهمية حولها.

ارتفع صراخ تنظيم “الإخوان” الإرهابي طوال اليومين الماضيين بعدما بدأ رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد زيارة إلى مصر لحضور القمة الخماسية في مدينة العلمين التي ضمت مصر والإمارات والأردن والبحرين والعراق، خصوصاً أن منصات التنظيم لم تتوقف بعد عن الصراخ نتيجة الإعلان عن استثمارات إماراتية كل فترة داخل مصر ونجاح إحدى الشركات الإماراتية في تسويق عقارات في الساحل الشمالي، وكذلك قبل أن تتوقف دموع عناصر التنظم منذ الإعلان قبل اسبوعين عن استحواذ “الشركة السعودية – المصرية للاستثمار” التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي على حصص أقلية مملوكة للحكومة المصرية في أربع شركات استراتيجية مدرجة بالبورصة بقيمة مليار و300 مليون دولار، ليتحول صراخ “الإخوان” إلى عويل ولطم وحملات كرّرت مفردات اعتادت على استخدامها في هكذا نجاحات للسعودية أو مصر وكذلك الإمارات…

الإنجاز الاقتصادي الكبير شمل شركات: أبو قير للاسمدة والصناعات الكيماوية، مصر لانتاج الأسمدة والصناعات الكيماوية، الاسكندرية لتداول الحاويات والبضائع واي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، وذلك وسط تطلعات أعلنت وزارة التخطيط المصرية أنها “تهدف الى المزيد من التعاون في المستقبل” بينما أشارت الوزيرة الدكتورة هالة السعيد الى أن الصفقة “تأتي في إطار خطة لتوسيع قاعدة الملكية وتشجيع الاستثمار الجنبي المباشر واستراتيجية جذب المستثمرين العرب والأجانب وإتاحة فرص استثمارية واعدة في القطاعات الاقتصادية المختلفة بما يحقق أعلى درجات الاستفادة للدولة المصرية ويعظم من استغلال الأصول المملوكة للدولة ويضمن حقوق الأجيال القادمة”.

المؤكد أن الدبلوماسية في الدول الثلاث قدمت نموذجاً متميزاً في إطفاء الحريق قبل أن يشتعل، ووأد كل فتنة قبل أن تنتشر، وإبطال أي أزمة قبل حتى أن تنشأ، إذ تسارع إلى التعامل مع الإدعاءات وتفنَّد المزاعم التي لا يتوقف عناصر “الإخوان” وبعض الناشطين، الذين يمتطيهم التنظيم، عن نشرها وبثها والترويج لها. حدث الأمر في وقائع تخص مواطنين لهذه الدولة أو تلك تعرضوا لمواقف أو أزمات أو مشاكل في دولة اخرى، وتكرّر الأمر كثيراً مع اتفاق تجاري لمحاولة تعطيله أو تحريض طرف ضد آخر أو تزييف بنوده وتزوير تفاصيله.

ويبدو أن رصيد “الإخوان” الضخم في حبك المؤامرات لإحداث الوقيعة بين الدول الثلاث زاد من خبرة الأجهزة الأمنية والإدارات الدبلوماسية في إفساد كل مخطط شيطاني وكشف المدبرين وفضح اللجان الإلكترونية “الإخوانية” المنتشرة في كل مكان بمنتهى السرعة وبمعلومات دقيقة لا تحتمل التشكيك وكأنها مضخة مياه لتطفئ الحريق قبل أن يشتعل، وبدلاً من أن يكسب المدعي جمهوراً من المحايدين، وتأجيج المشاعر، تفضي التصرفات السريعة والدقيقة الى جعل مواقف هؤلاء داعمة للترابط المصري – السعودي – الإماراتي وناقمة على التربص “الإخواني”.

عموماً لن تتوقف محاولات الهدم التي تصاعدت وتيرتها منذ أن أيدت السعودية والإمارات ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013 في مصر، وتشتد حدتها كلما صدرت مواقف مصرية داعمة للسعودية أو الإمارات لا تريح أطرافاً أخرى في المنطقة او يعتقد “الإخوان” أنها تصب في صالح شعوب الدول الثلاث. المؤكد أن الدعم الاقتصادي والمالي السعودي – الامارتي لمصر في مرحلة تعاني من آثار عقود من الارتباك ونتائج اضطرابات وتأثيرات حكم “الإخوان” أو لظروف التطورات الاقليمية والدولية، مسألة تؤرق وتحزن قوى إقليمية والجماعة “الإخوانية”. لكن، هناك أيضاً شطط الثورجية والناشطين وتهوّر بعض النخب لضرب الأسافين. أطل هؤلاء في المشهد ووقتها ظهر إعلاميون مصريون ليصفوا حساباتهم مع الخليج عموماً والسعودية والإمارات خصوصاً، نتيجة لإرث تاريخي ومواقف ناصرية ويسارية، واستغلوا ارتباك المشهد الإعلامي وبينهم من كان محسوباً على عبدالفتاح السيسي!

ينشط هؤلاء الآن أيضاً بشدة مع زيادة الاستثمارات السعودية والإماراتية في مصر، ويبدو أن على الدبلوماسيين في الدول الثلاث وباقي المسؤولين أن يظلوا ممسكين بمضخات الحقائق لمواجهة محاولات لا تتوقف لإشعال الحرائق.

نقلا عن النهار العربي