عقد اللقاء التشاوري في العاصمة الإماراتية أبوظبي يوم الأربعاء الماضي بتاريخ 18 يناير 2023 تحت عنوان «الازدهار والاستقرار في المنطقة»، وهذه النوعية من اللقاءات التشاورية التكاملية للقاءات عربية سابقة ضرورية للغاية خاصة مع التحديات والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم، الذي لم يكد يستفيق من تداعيات جائحة كورونا حتى حدثت الأزمة الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى التحديات السياسية التي تتعلق بالأمن الوطني والإقليمي لدول المنطقة.
إن ابتعاد القادة عن البرتوكولات الرسمية في هذا اللقاء بحكم طبيعته التشاورية، والذي كان على عجل يدل على أن هناك ضرورة ملحة لإيجاد حلول لقضايا دول المنطقة. وبما أن هذا اللقاء عقد بعد أقل من 24 ساعة من القمة الثلاثية التي احتضنتها القاهرة وجمعت الرئيس المصري وملك الأردن والرئيس الفلسطيني، مما يعني أن مخرجات قمة القاهرة جرى مناقشتها في أبوظبي خاصة فيما يتعلق بالوضع في الأراضي الفلسطينية، وترؤس نتنياهو الحكومة اليمينية المتطرفة، وانعكاس ذلك على وضع الوصاية الهاشمية بالمسجد الأقصى.لكن أهم ما طرح يكمن في القضايا الاقتصادية خاصة في ظل الأزمة المالية التي تشهدها مصر والأردن وكثير من الدول العربية بما فيها بعض الدول الخليجية. نجد أن مصر تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة خاصة بعد تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية، والتي ساهمت في هروب المستثمر الأجنبي وانخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار الأميركي، مما جعل القاهرة تطلب قرضاً من صندوق النقد الدولي، لكن القرض الذي منح لا يغطي الدين المفترض على القاهرة سداده خلال العام المالي 2022-2023 وهو حوالي 42 مليار دولار. وكذلك حسب بيانات رسمية، يشهد الأردن أوضاعاً اقتصادية صعبة وديوناً خارجية فوق الـ 50 مليار دولار، كما أن جائحة كورونا ضربت السياحة، والتي كانت أهم مصدر دخل للبلاد.
وفي البحرين ارتفع رصيد الدين في عام 2021 إلى حوالي 45 مليار دولار. ومن هنا يأتي أهمية التشاور على كيفية تقديم المساعدات، وهي إما على شكل منح أو غالباً ما ستكون على شكل استثمارات أو شراء أصول.
أبوظبي كانت محطة الالتقاء العاجل بعد القمة الثلاثية التي تم تنظيمها في القاهرة، والتي كانت بعد قمتين شارك فيهما عددٌ من القادة العرب مع الرئيسين الأميركي والصيني، يعني أن الإمارات باتت عنواناً بارزاً ومحطة مهمة في مجرى السياسات الدولية الراهنة من خلال ما تتميز به من علاقات واسعة وإيجابية مع مختلف دول العالم وهذا يرجع إلى نهجها الدبلوماسي الذي يستند إلى قوة ناعمة امتلكتها الإمارات منذ تأسيسها والتي عززتها قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
نقلا عن الاتحاد