لا مستقبل للشرق الأوسط بشباب محبط – الحائط العربي
لا مستقبل للشرق الأوسط بشباب محبط

لا مستقبل للشرق الأوسط بشباب محبط



غالباً ما ينسى ساسة الغرب أن مستقبل الأمم هو ملك لشبابها. في أميركا مثلاً، مضى على الستينيات، التي كانت آخر عقد مدفوع بحركة شبابية كبرى، أكثر من نصف قرن من الزمن. وفي بعض البلدان الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا والبرتغال، تدنت معدلات الولادة دون مستوى الإحلال بشكل ملحوظ، فأنتجت شيخوخة سكانية، وارتفاعاً في نسب الضرائب، وقلة الفرص. وفي اليابان، حيث أكثر من ربع السكان حالياً تزيد أعمارهم على 65 عاماً، تصب الدولة جل جهودها لدى التخطيط للمستقبل على توفير الرواتب التقاعدية الكافية والرعاية الصحية المناسبة للكبار في السن.

بالمقابل، في معظم دول العالم الأخرى، نجد هذه الحقائق الديموغرافية الغربية معكوسة. فحوالى 42 في المئة من سكان العالم حالياً هم ما دون 25 عاماً، لذلك يمكن بالفعل القول إن المستقبل ملك للجيل الشاب، وليس للكبار في السن. وبحسب البنك الدولي، يعيش نصف سكان العالم ممن ينتمون للفئة العمرية بين 12 و24 سنة، أي ما مجموعه 525 مليون نسمة، في منطقتي جنوب شرقي آسيا وإقليم جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا. كما أن معدل النمو السكاني لدى الجماعات السكانية المسلمة يبلغ ضعف ذاك لدى بقية سكان العالم، حيث تبلغ نسبة الزيادة السنوية لدى المسلمين 1.5 في المئة مقابل 0.7 في المئة لدى البقية.

وبالنسبة لقادة الدول التي يزداد سكانها ويطغى عليهم الجيل اليافع، يبدو المستقبل المرتكز على الشباب إما واعداً أو مخيفاً. فالأمم ذات الشعوب الشابة التي سترسم مستقبل أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط يمكنها أن تختار طريقاً من اثنين: الأول يضمن احتضان الشباب ودمجهم في المجتمع وإطلاق العنان لطاقاتهم عبر الابتكار وتوفير فرص النمو على الصعيدين الشخصي والاقتصادي، والثاني يكبح مطالب الأجيال الشابة عبر اللجوء للقوة. ويرجع الأمر للغرب في اتخاذ قراره بتأييد هذا الطريق أو ذاك، وهو قرار سيرسم مستقبل هذا الكوكب في العقود المقبلة.

وما من بقعة على الكرة الأرضية يظهر فيها التباين الحاد بين هذين الطريقين في التعامل مع المستقبل المرتكز على الشباب أكثر من المسارين المتناقضين اللذين تتخذهما السعودية وإيران، وهما بلدان يدعي كل منهما تصدر الموقع القيادي في إقليم الشرق الأوسط والعالم الإسلامي الأوسع. فكلاهما بلدان إسلاميان يقعان في الشرق الأوسط ويتمتعان بمعدلات ولادة تتخطى مستويات الإحلال (على الرغم من أن معدل المواليد لدى الأغلبية الشيعية الحاكمة في إيران يقل عنه لدى السنة وبقية الأقليات في جنوب وغرب البلاد). ويقدم كل من البلدين أيضاً نموذجه الخاص بدور الإسلام المستقبلي في السياسة.

ويتمثل الفارق الأكبر بين النموذجين السعودي والإيراني بالاختلاف الجذري في توجه كل منهما في التعامل مع فئة الشباب. ففيما ترسخ إيران توجهاً عقائدياً متشدداً ورجعياً ومعادياً للغرب، وتمكن الشرطة والقوى الإسلامية من قمع تطلعات الشباب، توجهت السعودية للاستفادة من طاقات شبابها وتوظيفها في مواجهة التيار الإسلاموي المضاد والخطير والرجعي الذي كان حتى وقت ليس ببعيد يكبح الفرص ويقيد الحياة الاجتماعية في المملكة. وكبديل عن ذلك التيار، فإن السعودية تتطلع بتفاؤل إلى نموذج يمزج الحس الوطني مع التمكين الاقتصادي والحيوية المجتمعية. وبما أن نجاح أو فشل هذين النموذجين المتناقضين يمكن أن يسهم في إعادة رسم شكل المنطقة والعالم الإسلامي الأوسع في العقود المقبلة، فقد بات من الضروري للغرب أن يختار بحكمة ما بينهما.

ونظراً إلى أن الغالبية من الشعب السعودي اليوم هم دون سن 30 سنة، باشرت الدولة بإطلاق برنامج إصلاحي طموح مكرس بالكامل للشباب، تمثلت أولى مقوماته بكسر أجنحة الشرطة الدينية، فأُلغيت الصلاحيات الممنوحة لها باعتقال واستجواب الناس، وحُجمت قدرتها على اللجوء للهراوات والأسواط لترهيب الناس العزل.

أما في إيران، أصبحت قوات الباسداران والباسيج التي يبطش بها النظام في طهران ضد شبابه، العمود الفقري للدولة في مسعاها الدؤوب لتعزيز نهجها الرجعي الذي يبيح توزيع الأموال العامة بين عائلات النظام وزُمَرهم. وفي الوقت الذي يضمحل فيه ملالي إيران وتضعف سلطتهم، صار النظام في طهران يلجأ إلى تلك القوى الأمنية بوتيرة تدعو للقلق ويستدعيها لضرب وتشويه الطلاب والنساء ومثليي الجنس ونجوم الرياضة والأقليات وغيرهم ممن يرفضون مبايعة النظام الفاسد والهرم الذي يقمع شعبه داخل البلاد ويُعزز العنف القمعي خارجها، في سوريا والعراق ولبنان واليمن وقطاع غزة وغيرها من البقاع، باسم الثورة الإسلامية، بقصد جعل المنطقة برمتها في وضع مستديم العداء للغرب.

أما في السعودية، فإن الاستثمار في الشباب اليافع لا يرتبط فقط بمستقبل المملكة، بل له أيضاً أبعاد اجتماعية ودينية واقتصادية هائلة التأثير على الثورة المستمرة في السياسات الإقليمية، التي يضاهي أثرها وقع الثورة الإيرانية عام 1979. إلا أن المراقبين الغربيين (ومن ضمنهم كثر ممن صنعوا شهرتهم عبر التخصص في دراسة المؤلفات السلفية) كانوا غالباً بطيئين في إدراك أهمية هذا التحول. فبعد أن قامت إيران وتشكيلات الإخوان المسلمين ومثيلاتها من الحركات الإسلامية في السعودية، كحركة الصحوة، باستغلال طاقات الشباب لفترة معينة بهدف نشر أيديولوجية متطرفة في معاداتها للغرب وللإمبريالية، لم يعد الشباب العربي والمسلم اليوم، المزود بالهواتف الخلوية والاتصال بالإنترنت، يرى أي جدوى في محاولة العودة لماض إسلامي غابر يتم تصويره على أنه الطريق الأوحد لتحقيق مستقبل أفضل. ولم يعد هؤلاء الشباب يقتنعون بأي سبب يسيء توظيف فخرهم المشروع بتاريخهم وتراثهم العريق الذي أسهم بتغيير العالم، بحيث يجعلهم تحت سيطرة رجال دين يتربعون على عرش اقتصادات منهارة، أو مجاهدين يعدون بعالم مليء بأحداث تماثل الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).

قبل سبعة أعوام فقط، فاخرت بعض المخيمات الصيفية والأنشطة اللامنهجية المتأثرة بالصحوة في المملكة بتكسير أعواد وآلات موسيقية أخرى في محاولة لثني الشباب عن عزف الموسيقى والاستمتاع بها. أما اليوم، ها هي وزارة الثقافة السعودية تقر حصصاً لتدريس الموسيقى خارج المنهاج الدراسي في 100 مدرسة خلال الفترة الممتدة من 26 مايو (أيار) إلى 19 أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام. كما استضافت المملكة عدداً من نجوم الأغاني الريفية الشعبية الأميركية، وفرقة البوب الكورية BTS، ومهرجاناً سنوياً للموسيقى الإلكترونية، إضافة إلى فرق موسيقية عربية وغربية. وللمفارقة، فقد استضافت الهيئة الملكية لمحافظة العلا (التي تقع في منطقة المدينة المنورة في السعودية) لمدة يومين مهرجاناً للموسيقى الإيرانية أُتيحت فيه الفرصة لمغنين إيرانيين مُنعوا من الغناء في بلدهم الأم، لأن يؤدوا أمام جمهور من السعوديين والإيرانيين الذين يعيشون في المهجر.

وفي موازاة ذلك، شهدت المملكة أخيراً الكثير من التحولات الاقتصادية الكبرى. فالاستثمارات الأخيرة في البنية التحتية وضعت ميناء الملك عبدالله في المركز الأول في مؤشر أداء موانئ الحاويات على مستوى العالم الذي يضعه البنك الدولي، فيما حل ميناء جدة الإسلامي ثامناً. كما أن استثمارات المملكة في البنية التحتية والسياحة والصناعة ستكون القوة الدافعة لإيجاد فرص العمل للشبان والشابات في المملكة، الذين تلقى 115 ألف منهم تدريباً على فنون الضيافة والسياحة بغرض تعزيز مهاراتهم في قطاع السياحة الناشئ حديثاً في الدولة. وبالمقابل، لن تؤدي استثمارات إيران في برنامجها النووي وبرامج الصواريخ الباليستية وحروبها الإقليمية التي لا تنتهي سوى إلى عزل ذلك البلد عن بقية العالم، وجعل الجيل الإيراني الشاب منفصلاً عن الواقع، وحرمانه من أي فرص ازدهار اقتصادي.

وقد فوجئ عديد من الخبراء الغربيين بهذا التكيف مع الوضعية الإقليمية الجديدة، التي تحول فيها من كانوا حماة الثورة المحافظين إلى زعماء هرمين يعيقون طريق المستقبل المفعم بالأمل والشباب. في أعقاب الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، انساقت الأجيال الشابة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وراء خطاب الشيوخ الثوري والرجعي، متطلعين إلى النظام الإيراني كمنارة للأمل في منطقة طغى فيها الحكم الفاشل والفساد، مما وضع المحافظين دينياً في المنطقة وأصحاب الميول الثورية في الغرب، للغرابة، في الخانة نفسها. إلا أن الثورة الإسلامية في إيران ومثيلاتها في مصر وقطاع غزة فشلت جميعها فشلاً ذريعاً في تحقيق أي من طموحات شباب المنطقة، من فرص عمل وازدهار اقتصادي وفرص للنمو على المستوى الفردي.

اليوم، أصبح بعض محاضري الجامعات الأميركية المتخصصون بشؤون الشرق الأوسط وصناع السياسات في الغرب ممن يعتبرون حسن نصر الله أو قادة “حماس” رموزاً ثورية تمثل تطلعات الشباب منفصلين عن الواقع. ففي حقيقة الأمور، صار يُنظر اليوم لتلك الشخصيات في الشرق الأوسط كمصادر للشر من قبل الشعوب الذين تبددت آمالهم وأحلامهم بسببهم، وبالذات الأجيال الشابة. وقد تكون تلك التحولات بادية بأوضح صورة لدى الشباب الشيعي العربي في العراق ولبنان، الذين باتوا يهتفون ضد النظام الإيراني وممثليه من قياداتهم المحلية نفسها. ففي مدينة بابل العراقية، قام المحتجون الشباب بتشويه صور لآية الله علي خامنئي، وفي مدينة النبطية في جنوب لبنان، لم يتردد المحتجون بهتاف شعار “كلن يعني كلن، ونصر الله واحد منن”، في إشارة واضحة إلى كون “حزب الله” أداة بطش وفساد كبقية الفصائل السياسية اللبنانية.

إن مصير النموذج الإيراني هو الفشل المحتم، وفرص إصلاح النظام لذاته ضئيلة للغاية. فالسبب الوجودي الذي يبرر به النظام الإيراني استمراريته هو قتال الغرب على مستوى العالم، الذي يبدأ من تقويض النظام الأمني الإقليمي الأميركي، مما يضع نظام طهران في مواجهة مع السعودية والإمارات وبقية دول الخليج وإسرائيل، إلا أن أعنف جهود طهران تبقى موجهة ضد الشعب الإيراني نفسه، الذي لا يمكنها ضمان استمرارية سيطرتها على زمام السلطة سوى من خلال شن الحرب عليه.

في الضفة المقابلة، تعول المملكة على أجيالها الشابة وعلى علاقاتها الوثيقة مع الغرب. فقد ابتعثت السعودية مئات الآلاف من أبنائها وبناتها ليدرسوا في جامعات غربية، وبالذات في الولايات المتحدة، وذلك في سياق رؤيتها لجعل السعودية بلداً منفتحاً على العالم، بما في ذلك من خلال بناء مدن ذكية تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة، وإتاحة حريات غير مسبوقة للنساء، والتشجيع على إقامة حفلات موسيقية وفعاليات رياضية ضخمة يحضرها جمهور من الجنسين بالتساوي، ودعم مبادرات وفعاليات ثقافية واجتماعية أخرى كانت لتبدو ضرباً من الخيال قبل عشر سنوات فقط للمراقبين من خارج المملكة.

وقد كان قرار القيادة السعودية باحتضان تطلعات وطاقات الأجيال الشابة في المملكة قراراً بمنتهى الجدية، على الرغم من عدم خلوه من المخاطر. فآخر سلسلة من التغييرات الاجتماعية المدفوعة من الشباب في المملكة أفرزت 40 عاماً كارثياً على الصعيدين الاجتماعي والسياسي. فبعد عودتهم من أفغانستان عقب نجاحهم في هزيمة الاتحاد السوفياتي، سعى المقاتلون السعوديون الشباب إلى الاستفادة من قوتهم الجديدة للتبلور اجتماعياً والمشاركة في العملية السياسية في المملكة. وقد جرى استقبال قيادات ما دُعي بالصحوة آنذاك بكل رحابة، ومُدت يد العون المادي والسياسي لهم من قبل الحكومة السعودية. ولذلك، كانت الصحوة هي التيار السياسي الأقوى في البلد خلال الثمانينيات والتسعينيات، حيث لم يكن أمام القادة السياسيين من خيار سوى الاستجابة لمطالب التيار السياسية في صياغة مناخ سياسي مشابه لنموذج الثورة الإيرانية، أو حتى للنموذج المحلي الذي أفرزه الأصولي المتطرف جهيمان العتيبي الذي قام بالاستيلاء على الحرم المكي.

وقد أدت تلك التطورات في حينها إلى تغيير مسار المملكة من التحديث غير المنتظم إلى العقلية المحافظة والرجعية. فتم إغلاق المسارح وتعزيز صلاحيات المطوعين والشرطة الدينية، كما أُتيحت لأعضاء حركة الصحوة السيطرة التامة على مقادير الأمور في وزارة التربية والتعليم، ووزارة الشؤون الإسلامية، وغيرها من المجالات. وقد قامت حركة الصحوة كذلك باستهداف العلاقة الاستراتيجية مع واشنطن، وهي ركيزة أساسية للأمن الوطني السعودي ومصالح السيادة القومية للمملكة. وسعت قيادة الصحوة (كما يدلل على ذلك شعارهم) إلى “إخراج المشركين [أي القوات الأميركية] من جزيرة العرب”، ولا شك بأن حركة الصحوة قد نجحت في فرض رؤيتها تلك على الدولة عندما أدت هجمات (القاعدة) بالمتفجرات إلى قيام الولايات المتحدة الأميركية بنقل قيادتها العسكرية المركزية إلى خارج حدود المملكة، وبالتحديد إلى قاعدة العُدَيد في قطر.

لقد شكلت حركة الصحوة تهديداً مستديماً للمملكة، ولكنه كان تهديداً يتمتع بامتيازات خاصة وقدرة على شحذ الدعم الكافي لتقييد تحركات الدولة السعودية. أما اليوم، فقد تقوضت تلك الإمكانات، بحيث صار بإمكان الدولة أن تنهي تأثير حركة الصحوة بالكامل عبر دعم واحتضان طموحات الشباب السعودي. إن ثلثي الشعب السعودي اليوم هم دون الثلاثين من العمر، بالتالي فهم لم ينشأوا خلال المرحلة التاريخية المشحونة سياسياً في أيام الحرب في أفغانستان أو التحشيد السياسي الذي اعتمدته حركة الصحوة، لذلك فإن مدركاتهم تختلف عن تلك الخاصة بالجيل الذي سبقهم. فبناء على ما يشاهدون ويقرأون على حواسيبهم وهواتفهم الذكية، لا يمكنهم أن يتوقعوا من الرسل الهرمين للثورة الإيرانية ومختلف مجموعات الإخوان المسلمين في المنطقة سوى العنف والتفتيت لبُنى الدولة المستقرة الضرورية لتحقيق النمو الاقتصادي وتنشئة الأطفال. فمن ذا العاقل الذي قد يرغب بتبديد آماله في إنشاء عائلة سعيدة واكتساب مهنة لائقة من أجل متشددين لديهم سجل حافل بالبؤس والفشل امتد على مدار أربعة عقود؟

عندما استولى الإخوان المسلمون لفترة وجيزة على السلطة في مصر، أيد المجتمع المصري (وبالذات الشباب فيه) انقلاباً عسكرياً يزيحهم من السلطة. إلا أن وضع مصر الاقتصادي لا يزال متضعضعاً، والمرة الأخيرة التي تطلع فيها أي طرف في المنطقة إلى مصر كمنقذ كانت عام 1967، عندما وعد الرئيس جمال عبد الناصر بتحقيق نصر مجيد على إسرائيل، ثم فشل بتحقيقه فشلاً ذريعاً. وحتى هذه النقطة التاريخية تبدو أبعد عن أذهان الأجيال الشابة في المنطقة من الثورة الإيرانية عام 1979.

يدرك الأمير الشاب ولي العهد محمد بن سلمان تماماً أن تمكين الأجيال الشابة في المملكة سيعيدها إلى المسار الصحيح تجاه المستقبل، وفي المقابل، يدرك ملالي إيران الطاعنون في السن أنهم لا يستطيعون توفير مثل ذلك المسار. فبدلاً منه، تجدهم عالقين في حلقة مفرغة من الاضطهاد العنيف، يستجيبون فيها لأحلام الجيل الطالع عبر الضرب والحبس وغرف التعذيب. وعليه، فإن السؤال المُفترض بالحكومات والمحللين السياسيين في الغرب أن يطرحوه على ذواتهم يعادل في جوهره تلك الأسئلة التي طرحها شبابهم في الستينيات: إلى جانب من تقفون؟ ولا يمكن أن يكون الجواب المنطقي يشير سوى إلى الأجيال الشابة في المنطقة، والقادة الذين يتحلون بالشجاعة الكافية لدعمهم.

نقلا عن اندبندنت عربية