أوضح وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، يوم 11 ديسمبر الجاري، أن التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والقوى الكبرى في وقت لاحق “لا يعني أنه توجد ضمانات بأن طهران لن تسعى إلى إنتاج سلاح نووي”، مشدداً على أن توصل طهران إلى إنتاج هذا السلاح سيؤدي إلى سعي دول المنطقة لضمان أمنها، وأن فشل الاتفاق النووي سوف يُدخل المنطقة في مرحلة خطيرة جداً.
وجاءت هذه التصريحات في ظل تعثر المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بوساطة من دول الاتحاد الأوروبي وبشراكة من روسيا والصين، وذلك منذ شهر أغسطس 2022 بعد أيام من الإعلان عن “صيغة نهائية” للاتفاق، حيث قادت عدةُ عوامل إلى هذا الوضع، من بينها رفض إيران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تقريرها الذي أفاد سابقاً بالعثور على آثار مواد نووية مشعة في عدد من المواقع النووية غير المعلن عنها، إلى جانب الاحتجاجات الجارية في إيران منذ سبتمبر الماضي.
وفي ضوء ذلك، يرى أستاذ الدراسات الإيرانية في جامعة الأزهر سابقاً، الدكتور سيد فؤاد، في تعليق خاص لموقع “الحائط العربي”، أن هناك شكوكاً تراود دول المنطقة العربية، ولا سيّما منطقة الخليج العربي، بشأن ما قد تقوم به إيران بعد إتمام التوصل إلى الاتفاق النووى، مشيراً في ذلك إلى تصريحات وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، المذكورة آنفاً حول تحرك الدول العربية لضمان أمنها إذا ما توصّلت إيران لإنتاج سلاح نووي في وقت لاحق.
ويحذّر الدكتور سيد فؤاد من أن إيران تسعى سعياً حثيثاً لامتلاك سلاح نووي، متوقعاً أنها قد تصل إلى إنتاج هذا السلاح “سواء على المدى القريب أو البعيد”، وأن ما يحدد مدى تحول هذه الاحتمالية إلى واقع “هو تغير التوازنات في الشرق الأوسط بشكل سريع”.
وفي الوقت نفسه، يقول أستاذ الدراسات الإيرانية، إن الاتفاق النووي المحتمل سوف يساعد إيران كثيراً فيما يتعلق بسعيها لامتلاك سلاح نووي، موضحاً أن ذلك الاتفاق سوف يمنحها “أرضاً صلبة” للتوصل إلى سلاح نووي.
ويلفت الدكتور فؤاد، في هذا الشأن، إلى أن الاتفاق النووي سوف يُضفي “الشرعية” على أنشطة إيران النووية، كما أنه سوف يزوّدها بالأموال التي قد تستخدمها في أنشطة غير مشروعة، ليس فقط في المجال النووي، بل وفي أنشطة عسكرية تضر بالأمن الإقليمي في الشرق الأوسط.
ورجّح أستاذ الدراسات الإيرانية أن يصبح إنتاجُ إيران لأسلحة نووية في المستقبل تهديداً أسوأ بكثير مما كان عليه في الماضي، مشدداً على ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات لتلافي هذا السيناريو.
نتائج عكسية:
كيف يمكن للاتفاق النووي أن يقود إلى إيران نووية؟
تعليقات خاصة