ثلاثة سيناريوهات:
كيف يمكن أن تنتهي الأزمة الروسية الأوكرانية؟

ثلاثة سيناريوهات:

كيف يمكن أن تنتهي الأزمة الروسية الأوكرانية؟



مرت 6 أشهر على اندلاع الأزمة التي تحولت إلى حرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما أثّر على الأوضاع الاقتصادية للكثير من دول العالم، ومن بينها الدول في الشرق الأوسط. ومع ذلك، لا يبدو أن هذه الحرب قد تنتهي في الوقت القريب، كما أنه من غير المعلوم حتى الآن ما هي السيناريوهات المستقبلية لها.

وفي هذا الإطار، يقول الدكتور مثنى العبيدي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بكلية العلوم السياسية بجامعة تكريت، في تعليق خاص لموقع “الحائط العربي”، إن “الحرب كانت بقرار روسي اختياري وبدأت مظاهرها الأولى منذ اجتياح شبه جزيرة القرم، وكان هنالك العديد من السبل التي يمكن عبرها تسوية الأزمة وعدم الوصول إلى مرحلة استخدام القوة العسكرية وشن الحرب”.

وحول تأثير الحرب اقتصادياً، يُضيف أستاذ العلوم السياسية أن الحرب بكل أشكالها تمثل استنزافاً للقدرات الاقتصادية والمادية للدول التي تكون طرفاً فيها، مشيراً إلى أنه “وفيما يخص روسيا، فقد كان الثمن باهظاً من عدة جوانب: الأول كلفة استخدام واحتياجات القوات العسكرية التي تخوض الحرب والذخيرة التي تستخدمها وكلفة إدامة معداتها وآلياتها، وكلفة المعدات والآليات التي خسرتها روسيا في الحرب بمختلف أنواعها ولم تكن روسيا تتوقع خسارتها بالأساس، ناهيك عن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على روسيا بمختلف جوانبها. فيما كان التأثير الاقتصادي أقل وطأة على الدول الأوروبية”.

ومن زاوية عسكرية تتعلق بمدى نجاح روسيا حتى الآن ومستقبلاً في هذه الحرب مع أوكرانيا، تابع الدكتور مثنى العبيدي قائلاً إنه لا يمكن القول في الوقت الحاضر إن روسيا قد خسرت الحرب، “فلا يزال الوقت مبكراً لذلك، وفي الوقت نفسه لم تستطع روسيا أن تحقق أهدافها من شن هذه الحرب على أوكرانيا”.ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أنه “إن طال أمد الحرب على وتيرتها هذه فإن النتيجة على الأرجح هي خسارة روسيا للحرب”.

وبشأن السيناريوهات المستقبلية للحرب الروسية الأوكرانية، يرى الدكتور مثنى العبيدي أنه في ظل معطيات الواقع الراهن لتطورات هذه الحرب، يمكن توقع عدة سيناريوهات مستقبلية للمشهد في أوكرانيا، ومن بينها:

– إمكانية التوصل إلى تسوية تحفظ الحد الأدنى من أهداف الطرفين وعلى أقل تقدير روسيا، وذلك بانسحاب قواتها من أوكرانيا في مقابل تقديم نوع من الضمانات التي تؤجل انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلنطي “الناتو”، واصفاً ذلك بأنه “السبب المعلن لروسيا وراء شن الحرب”.
– انسحاب روسيا من أوكرانيا، ويتحقق هذا الاحتمال في حال حصول ضغوطات داخلية على بوتين، واستمرار أمد الحرب، وارتفاع كلفتها وخسائرها بالشكل الذي لم تعد روسيا تحتمله، وبخاصة في ظل الدعم الغربي الكبير والمباشر لأوكرانيا. ويشير الدكتور مثنى العبيدي إلى هذا الاحتمال قائلاً: “أعتقد هو السيناريو الأقرب للتحقق”.
– وينتهي أستاذ العلوم السياسية بالقول، إن السيناريو الأخير يتمثل في “إمكانية أن تتمكن القوات الروسية من احتلالها كامل الأراضي الأوكرانية، واستسلام النظام الأوكراني أو هروب قياداته إلى خارج البلاد، وتولي حكومة موالية لروسيا السلطة في كييف”، مشيراً إلى أن هذا السيناريو “كان متوقعاً في بداية الحرب، ولكنه أصبح بعيداً في ظل التطورات الراهنة”.