يأتي عيد الاتحاد الخمسون لدولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام وسياسات دولة الاتحاد تمضي قُدماً على طريق النضج السياسي والوعي القومي والإحساس بالمسؤولية الدولية والإقليمية وتغليب الاتجاهات الواقعية على الشعارات الرنانة والعبارات الجوفاء، مع احترام الثوابت، ودون التفريط في الالتزامات القومية للدولة التي أسسها الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وما زلت أتذكر في عام 1970 عندما التقيت زميل دراستي الجامعية في القاهرة الأستاذ المتميز أحمد خليفة السويدي، وكان وقتها رئيساً للديوان الأميري قبل أن يصبح وزيراً للخارجية ثم ممثلاً شخصياً للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومبعوثاً شخصياً له، وقد قال لي يومها أحمد خليفة السويدي: إن دولة الإمارات العربية سوف تكون إضافة إيجابية للعمل العربي المشترك ومركزاً للثقل القومي، كما أنها سوف توظف كافة إمكاناتها لخدمة العمل العربي المشترك في كل الظروف.
وحدثني يومها كثيراً عن الشيخ زايد وتطلعاته من أجل أمته ووطنه، وقد صدق في ما قال، حيث أثبتت الأيام أن هذا القائد العربي كان بحق حكيم العرب، وله مواقف تاريخية تجاه عدد كبير من الدول العربية في مقدمتها البلد الذي أنتمي إليه مصر، ولذلك فإننا نثمّن بالتقدير والعرفان عيد الاتحاد الخمسين لدولة الإمارات ونحيي خلفاء الشيخ زايد، بدءاً من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مروراً بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصولاً إلى كافة قيادات الإمارات العربية المتحدة تحت علم واحد ورؤية واحدة وهدف مشترك.
إنني إذ أحيي دولة الإمارات في هذه المناسبة فإنني أعبّر عن شعور مصري عام تجاه هذا البلد الشقيق الذي وقف معنا كثيراً في الأوقات الصعبة وبادلناه دائماً تقديراً ومودة في مقابل المحبة والإحساس المشترك بما تعنيه كلمة العلاقات المصرية – الإماراتية في كل الظروف والأوقات.
ولست أشك في أن رئيس مصر عبد الفتاح السيسي يحمل لإخوانه في بلدكم الشقيق كل أواصر الحب ومظاهر العرفان في إطار المشاعر القومية التي ندرك جميعاً عمقها ونسعى دائماً لترسيخها رغم كل التحديات التي تحيط بنا، والأزمات التي تواجهنا.
نقلا عن الخليج