تتسابق الدول الطموحة في مختلف الميادين والمجالات، وتسعى لحصد المراكز الأولى في المؤشرات العالمية، بما يضعها في مكانة مرموقة، ويسهم في إسعاد شعوبها، وتمكينها من نفع البشرية في كل مكان، لتنقش اسمها في صفحات التاريخ بيد قادتها وأبنائها.
وفي مقدمة هذه الدول الطموحة دولة الإمارات، التي تتمتع بقيادة استثنائية لا تعرف المستحيل، تضع نصب عينيها الصعود المستمر بالدولة إلى قمم الإنجازات المتواصلة، ووضع الرؤى الاستشرافية التي تهدف إلى تحقيق الريادة في كل ما يحقق التنمية والازدهار والتطور وإسعاد الإنسان وراحته وتوفير أرقى مقومات الحياة الهانئة له، في عصر تتطور فيه التقنيات بعجلة متسارعة، وتتسع مجالات المعرفة أرضاً وفضاءً، بشراً وروبوتات ذكاء اصطناعي، ما يتطلب من الدول مواكبة ذلك، لتضع يدها على مكامن القوة الجديدة، التي تمكنها من تقديم الأفضل لمواطنيها والمقيمين على أرضها ولباقي الدول والمجتمعات.
وعلى هذا النهج المستدام انطلقت دولة الإمارات في ميادين التطور والازدهار منذ يومها الأول، وحققت أروع الإنجازات في مختلف المجالات، واستمرت في المضي نحو المستقبل بكل طموح، حتى تبوأت الصدارة في مجالات متنوعة وميادين متعددة، متفوقة على الكثير من الدول، متسلحة بكوادر مميزة من أبنائها الطموحين، حتى تجاوزت نطاق هذا الكوكب ووصلت إلى الفضاء.
وإذا ذُكرت دولة الإمارات ذُكرت المراكز الأولى في شتى المجالات، ففي مجال الطاقة تعتبر دولة الإمارات أول دولة في العالم تبني أربع محطات طاقة نووية في نفس الوقت ونفس المشروع، وأول دولة في الوطن العربي تبني مفاعلاً نووياً سلمياً، وأول دولة تستخدم الكهرباء المولدة من الطاقة الخالية من الكربون في عمليات إنتاج الموارد الهيدروكربونية، وكذلك في مجال المناخ تعتبر دولة الإمارات أول دولة في المنطقة توقّع على اتفاق باريس للمناخ، وأول دولة تلتزم بخفض الانبعاثات على نطاق اقتصادي، وأول دولة تعلن عن مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، وكذلك في مجال الفضاء تعتبر دولة الإمارات أول دولة عربية ترسل رائد فضاء في مهمة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، وأول دولة عربية تنفذ مهمة فضائية لاستكشاف سطح القمر، وفي مجال الاقتصاد تصدرت دولة الإمارات دول المنطقة، ودخلت قائمة العشر الأوائل عالمياً بين أكثر اقتصادات العالم تنافسية، وكذلك في مجال العمل الإنساني والخيري فدولة الإمارات في صدارة الدول المانحة للمساعدات في هذا المجال، إلى غير ذلك من الإنجازات التي لا تعد.
ومن الإنجازات الحديثة التي لاقت إشادة حصول دولة الإمارات على المركز الأول إقليمياً والرابع عالمياً في مؤشر جودة المعيشة، ضمن مؤشر «أفضل وجهات العالم للمقيمين 2023»، الصادر من مؤسسة «انترنيشنز» الألمانية المتخصصة في الأبحاث المتعلقة بجودة المعيشة في مختلف دول العالم، وهو ما يعكس رؤية دولة الإمارات في أن تكون واحة مزهرة يتمتع في أفيائها كل من يعيش عليها.
نعم، من فضل الله علينا أنه لا يمر فترة إلا ونسمع عن إنجاز جديد حققته دولتنا، حصدت فيه مركزاً جديداً في صدارة الدول، بما يعكس ما تتمتع به دولة الإمارات من قيادة استثنائية وشعب طموح، وقد قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «نحن شعب لا يرضى بغير المركز الأول».
إن هذه الرؤية الريادية نهج مستدام، منذ تأسيس الدولة على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيب الله ثراه، الذي لم يعرف المستحيل أبداً، وتحلى بالإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين والطموح الذي لا يحده مدى، حتى حول الصحراء القاحلة إلى أراض خضراء جميلة، ونقل الدولة في غضون سنوات قليلة إلى مصاف الدول العصرية المتطورة، التي تتمتع بأرقى مقومات الحياة في مختلف الميادين، الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها، وأورث هذا النهج المشرق إلى من بعده، فاستمرت القيادة الحكيمة في تطوير الدولة وازدهارها، لتترجم هذا الإرث المستدام والنهج المتواصل في واقع عملي، تحكيه الأرقام والمؤشرات العالمية.
إن دولة الإمارات بفضل الله تعالى دولة صدارة وريادة، ترتفع رايتها خفاقة عالية في القمم الشاهقة، قمم الإنجازات والمراكز الأولى.
نقلا عن البيان