حديث الذكريات الإماراتية بالقاهرة – الحائط العربي
حديث الذكريات الإماراتية بالقاهرة

حديث الذكريات الإماراتية بالقاهرة



استكمالا للحديث حول الاحتفالية التى احتضنتها القاهرة بمرور 50 عامًا على العلاقات المصرية الإماراتية، واستمرت لثلاثة أيام، فإن شعورًا بالفخر والامتنان تولد لدىّ، ولدى الكثيرين ممن حضروا الفعاليات، لا سيما الاحتفاء بمجموعة الطلاب الإماراتيين الأوائل الذين درسوا فى القاهرة، فى الستينيات والسبعينيات.

تشجيع القطاع الخاص وسيلة وهدف

أما الفخر فهو بسبب صك الجودة والتفوق الذى تمتاز به مؤسساتنا التعليمية فى الستينيات والسبعينيات، والتى لجأ لها الأشقاء العرب فى فترات التكوين والنهضة والبناء، وأما الامتنان فهو لهؤلاء الذين وثقوا بنا وبشعبنا، فعاشوا بيننا وتعلموا بعضا من عاداتنا الشعبية الأصيلة، فنقلوها لأبنائهم وأحفادهم، فكم من بيت إماراتى يشعر بالامتنان لمصر، وكم من بيت مصرى استضاف أشقاء إماراتيين، يشعر هو الآخر بالامتنان والمحبة لهم.

كم رأيت أثناء الاحتفالية مشاعر المحبة فى عيون أشقائنا، وكأنهم يقولون لنا شكرا على ما قدمته مصر من روح التعاون والتآخى والمحبة، وأتذكر هنا صورة تم عرضها أثناء الاحتفالية لأوائل الطلبة الإماراتيين الدارسين فى مصر، والتى جسدت حكاياتهم أثناء إقامتهم فى نادى الطلبة بالقاهرة.

أتذكر كذلك أوائل الإعلاميين الذين ساهموا فى صناعة الإعلام بالإمارات، فمنهم من اشترك فى تأسيس بعض الصحف وتطويرها، ومنهم من كان إعلاميا نابغًا فى التليفزيونات والإذاعات الإماراتية فى فترة البدايات. وأذكر من بين هؤلاء مصطفى شردى وحمدى تمام وعبدالوهاب قتاية وعفاف عبدالرازق وسلوان محمود وغيرهم.

أتذكر أيضًا مشاعر الاحتفاء التى يبديها الإماراتيون دائمًا بالمهندس عبدالرحمن حسنين مخلوف، الذى استعان به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتخطيط مدينة أبوظبى فى نهاية الستينيات. أتذكر مشاعر ود الأشقاء للاعب مشير عثمان، لاعب الأهلى المصرى السابق الذى انتقل فى أوائل السبعينيات إلى نادى «أهلى دبى»، والذى أصبح اسمه «شباب الأهلى» حاليًا، وكثير من اللاعبين المصريين الذين كان لهم أدوار مهمة فى الملاعب الإماراتية.

أتذكر مشاعر الامتنان التى أظهروها أثناء الأحاديث الجانبية على هامش الاحتفالية بأسطورة النادى الإسماعيلى الراحل الكابتن شحتة، أول مدرب مصرى فى الملاعب الإماراتية، والذى صنع مجدًا كبيرًا مع المنتخب الإماراتى فى دورات مجلس التعاون الخليجى الأولى.

ولا تسعفنى الذاكرة بأسماء الأطباء والمهندسين والتربويين الذين أبدى الأشقاء محبة وتكريما خاصا لهم، وكانوا قد التحقوا بالعمل هناك، وأضاءوا بلمساتهم المصرية أنوار المجد فى الإمارات.

إن حالة المودة والتعاون الدائمة بين البلدين، ليست وليدة اليوم والصدفة، بل جذورها ممتدة عبر الزمن، ومستمرة إلى الأبد.

نقلا عن المصري اليوم