النمو الآمن في المحيط الآمن – الحائط العربي
النمو الآمن في المحيط الآمن

النمو الآمن في المحيط الآمن



لماذا حظيت السياسة الخارجية لدولة الإمارات بمكانة خاصة في وثيقة مبادئ الخمسين؟ لأن الوثيقة مرجع تشريعي لخمسين عاماً. القيمة الجوهرية هي مخاطبة العلاقات الدولية بمرجعية تشريعية ثابتة، تنتظم مؤسسات الدولة جميعاً في تنفيذها، فلا مفاجآت في طريق المعاملات الطويلة الأمد، مع الدول أو الشركات.

لقد تكرّرت تلك البوصلة في أربعة مبادئ من مجموع عشرة، الثالث، الخامس، الثامن والعاشر، ما يبرهن على إرادة تدرك أن الأهم في ضروريات المسيرة هو البيئة التي تتمتع بالأمن والاستقرار. لكي نلم بالمحور المحرّك الذي أعدته القيادة الإماراتية للتحوّل التنموي الكبير، يجب أن نستجمع العناصر البوصلية المبثوثة في المبادئ الأربعة المذكورة، ونتأملها كما لو كانت مبدأ واحداً، سيكون النص هكذا نصاً: «السياسة الخارجية لدولة الإمارات هي أداة لخدمة الأهداف الوطنية العليا، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية لدولة الإمارات. حسن الجوار أساس للاستقرار. المحيط الجغرافي والشعبي والثقافي الذي تعيش ضمنه الدولة يعتبر خط الدفاع الأول عن أمنها وسلامتها ومستقبل التنمية فيها. منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح. السعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين، لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية».

قريبا يطل 2022 ومعه رؤية تجعل العالم ينتظر الكثير من الإمارات، التي لم تخلف وعودها التنموية المتفرّدة. التطلع العالمي إلى مستقبل الإمارات سيكون مختلفاً هذه المرة، لسبب منطقي موضوعي، ألا وهو أن التنمية الشاملة في الدولة، ستكون أضخم أجنحة وأبعد مدى وأعلى ارتياداً للفضاءات، فسوف تكون، مع انطلاقة الخمسين الثانية، قد غمرت بيئة العلاقات الدولية بقيم التسامح والانفراج والتعايش السلمي، فالسياسة الحكيمة لا شيء يفسد فيها للود قضية. ما تحققه الإمارات، منذ التشريعات المرجعية المتلاحقة، قبل الخمسين الثانية، يعد في قمة العزم السياسي والابتكار الدبلوماسي، لأن من يقدر على مجرد تخفيف حدة التوتر في الشرق الأوسط، هو ذو عصاً سحرية، فما بالك بقيادة الإمارات التي تفتح للمنطقة آفاقاً تنموية طالما كانت ضرباً من الخيال. عسى أن تكون الاستجابة في المستوى.

لزوم ما يلزم: النتيجة التأصيلية: حين تفكر في هذه الإنجازات، لا تنس أصالة أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو رائد مصطلح «تنقية الأجواء».

نقلا عن الخليج