في ظلّ التقدم الملموس مؤخراً فيما يتعلق بمسار المحادثات النووية الإيرانية مع القوى الكبرى في العاصمة النمساوية فيينا، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، يوم الاثنين 15 أغسطس الجاري أن هناك “فرصة لإحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى”، ولكنه شدد -في الوقت نفسه- على بعض “الخطوط الحمراء” التي تراها بلادُه.
وفي هذ الشأن، أوضح أستاذ الدراسات الإيرانية في جامعة الأزهر “سابقاً”، الدكتور سيد فؤاد، في تعليق خاص لموقع “الحائط العربي”، أن ما يشغل إيران حالياً هو وجود الضمانات الكافية من قبل الولايات المتحدة بشأن عدم انسحابها مرة أخرى من الاتفاق النووي في المستقبل. مضيفاً أن “طهران تطالب بأن يتم تعويضُها إذا انسحب أي رئيس أمريكي مستقبلي من الاتفاق”.
وتابع أستاذ الدراسات الإيرانية أن طهران لديها تجربة سابقة تخشى من تكرارها في المستقبل، وهي الممثَّلة في المرحلة التي بدأت مع إعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في مايو 2018، عن خروج بلاده من الاتفاق النووي، وما تلاه من فرض عقوبات واسعة ضد طهران.
وتطرق الدكتور سيد فؤاد إلى أن هناك أطرافاً أخرى إقليمية ودولية تحاول الدفع قدماً بالمباحثات النووية، وأن هذه المحاولات ليست وليدة اللحظة، بل تعود لأشهر مضت.
كما أشار أستاذ الدراسات الإيرانية -في الوقت نفسه- إلى أن إيران يبدو أن لديها مخاوف أخرى من تكرار فرض عقوبات أوروبية وأمريكية ضدها، وهو ما يرتبط كذلك بمخاوفها الرئيسية من خروج واشنطن أو أي طرف آخر من الاتفاق النووي لاحقاً، حيث إن الخروج وفرض العقوبات مرتبطان ببعضهما بعضاً في الذاكرة الإيرانية.
واتصالاً بذلك، يتطرق الدكتور سيد فؤاد إلى أن أحد الدوافع الرئيسية لدى إيران من وراء الانخراط في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى يتمثل في رغبتها في “تخفيف العقوبات”، قائلاً إن الغرب سوف يحذف “بالتأكيد” بعض العقوبات المفروضة على إيران “حال التوقيع على الاتفاقية، والتزام إيران ببنودها”.
ويرى الدكتور فؤاد أن المباحثات النووية الأخيرة التي جرت في فيينا يمكن أن تقود إلى التوصل لاتفاق نووي. مضيفاً أن هذا السيناريو قد تطرق إليه وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، بنفسه حينما أشار إلى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد تقدماً ملحوظاً.