الدور الروسي في القضايا العربية (ملف خاص) – الحائط العربي
الدور الروسي في القضايا العربية (ملف خاص)

الدور الروسي في القضايا العربية (ملف خاص)



تصاعد الحضور الروسي في معظم إن لم يكن مجمل الملفات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط خلال المرحلة الماضية، لدرجة باتت تفرض دوراً رئيسياً لموسكو في التفاعلات التي تجري حول تلك الملفات بين القوى المحلية والإقليمية والدولية المعنية بها، باعتبار أنها طرف لا يمكن تجاهله في الترتيبات السياسية والأمنية التي يجري العمل على صياغتها في الدول التي تتصاعد فيها حدة الصراعات الداخلية.

ويمكن تفسير ذلك في ضوء اعتبارات عديدة يتمثل أبرزها في تطلع روسيا إلى تعزيز موقعها كقوة دولية تمثل رقماً مهماً في معظم الملفات الإقليمية في المنطقة، والحفاظ على مصالحها الحيوية في المنطقة، لاسيما فيما يتعلق بدعم استقرار النظام السوري في السلطة بعد تراجع الصراع العسكري خلال الأعوام الأخيرة وتغير توازنات القوى لصالح.

 يتوازى ذلك مع الاستمرار في الانخراط في الجهود التي تبذل للوصول إلى تسوية لأزمة الملف النووي الإيراني وتقليص احتمالات العودة إلى المربع الأول للأزمة النووية الإيرانية في حالة فشل المفاوضات التي تجري في فيينا بين إيران ومجموعة “4+1” بمشاركة غير مباشرة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن هذا الاحتمال يمكن أن يفرض تداعيات لا تتوافق مع مصالح وحسابات موسكو، لاسيما ما يتعلق بنشوب حرب جديدة في المنطقة.

وقد بدا الدور الروسي واضحاً في مرحلة تصاعد الصراع بين النظام السوري وفصائل المعارضة والميليشيات الإرهابية والمسلحة في درعا، حيث حاولت موسكو استثمار ذلك لتعزيز موقعها باعتبارها الطرف الذي لديه القدرة على تحديد اتجاهات الأزمة وضبط التفاعلات بين الأطراف المنخرطة فيها.

لكن اللافت في هذا السياق، هو أن موسكو بدأت تتجه إلى الاعتماد على أطراف أخرى في تعزيز حضورها في الملفات الإقليمية المختلفة، على غرار مجموعة “فاغنر” التي انخرطت في معظم الصراعات التي تشهدها بعض دول الأزمات مثل سوريا وليبيا وتشاد. كما أنها تساعد في الوقت نفسه في توفير معلومات استخباراتية وتقديم خدمات لوجيستية، كما تدعم حلفاء موسكو على تعزيز مواقعهم داخل خريطة توازنات القوى.

وقد اكتسبت هذه الأدوار اهتماما خاصا من جانب العديد من القوى الدولية، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية التي تجري حالياً عملية تقييم للمعطيات الجديدة التي يفرضها بداية انسحابها من مناطق الأزمات، على غرار أفغانستان، لاسيما فيما يتعلق بمدى إمكانية استغلال القوى المنافسة، مثل روسيا، لذلك في توسيع نطاق تأثيرها ونفوذها على المستويين الدولي والإقليمي. وعليه، يُناقش هذا الملف الذي يضم بعض التقديرات والتحليلات التي نُشرت على موقع الحائط العربي الدور الروسي في القضايا العربية، وأسباب السعي الأمريكي للاهتمام بأدوار الشركات الروسية الخاصة بمناطق الصراع؟