التكافل الأمني إقليمياً – الحائط العربي
التكافل الأمني إقليمياً

التكافل الأمني إقليمياً



التمرين البحري المشترك (آي ام اكس 22)، والذي تنظمه القيادة الوسطى الأميركية (CentCom) بمشاركة 60 دولة حليفة وصديقة، ضم إسرائيل وللمرة الأولى منذ انتقالها من نطاق مسؤولية القيادة الأوروبية إلى الوسطى بعد توقيعها لاتفاقيات المواثيق الإبراهيمية مع عدة دول عربية، وإعادة تجديد مفهوم الأمن الإقليمي المشترك أو المتكافل.

إلا أن اللافت للانتباه إعلامياً هو التغيب النسبي لدلالات التمرين أمنياً ورسائله السياسية، والاكتفاء بالتركيز على الماهية السياسية لمشاركة إسرائيل في هذا التمرين. التصعيد باستهداف الإمارات العربية المتحدة من قبل «الحوثي»، ولاحقاً من أحد التنظيمات الإرهابية التي تنشط في العراق له دلالاته، وكذلك رسائله السياسية قبل العسكرية، وتعليق قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينث مكنزي بالقول: «هل يمكن لأحدنا أن يصدق أن هذه الصواريخ تصنع في اليمن؟ كلنا يعرف المصدر، وكلنا يعرف ذلك المصدر».

المجتمع الدولي يتوقع من دول الإقليم (الشرق الأوسط) أن تلعب دوراً قيادياً في إدارة ملفاتها السياسية، وكذلك فرض الاستقرار بكل الأدوات المعبرة عن إرادتها الجمعية Collective Well، وكلما حيدت هذه الدول بعض ملفاتها الخلافية لحين نضج أفضل للظروف الموضوعية المناسبة، فإنها ستكون في وضع أفضل لحلحلة على أسس استراتيجية.

ولنأخذ التطور في عناصر الأزمة اليمنية، فهي لم تعد قائمة في البعد السياسي والعسكري لـ «الحوثي» أو فشل الشرعية في تمثيل إرادة وطنية جامعة، بل امتدت لتتصل باشتقاقات «حزب الله» في العراق/ الانتقال السياسي في العراق/الأزمة السورية/ الحالة اللبنانية.

لذلك فإن ضرورات الاستمرار في تطوير مفهوم التكافل الأمني إقليمياًRegional Security Symbiosisً هو الكفيل في التعبير عن إرادة إقليمية متناسبة وتحديات إعادة الاستقرار للمنطقة. إما فيما يخص مشاركة أي دولة من دول الإقليم في التمرين آنف الذكر، فإنه لا تتجاوز ممارسة الاضطلاع بدور ومسؤولية مباشرة في الأمن الإقليمي المشترك، خصوصاً وأن غالبية دوله الإقليمية تمثل جغرافيا سياسية متصلة، مما يحتم مثل ذلك التكافل، بغض النظرعن طبيعة العلاقات الدبلوماسية القائمة بين بعض دول الإقليم، ولا يعتبر حدوث مثل ذلك أي شكل من أشكال التطبيع السياسي مع إسرائيل.

استهداف الإمارات العربية المتحدة آتى على خلفية التحول العسكري ميدانياً في مسرح العمليات اليمني، حيث افترضت الجهة الواقفة من خلف هذا التصعيد أنها قادرة على ممارسة الابتزاز المعنوي (فعاليات دولية مثل إكسبو2020/ تهديد الإحساس بالأمن لدى المواطن الإماراتي والمقيمين على أراضيها)، إلا أن كافة عمليات الاستهداف، قد فشلت في تحقيق الحد الأدنى لتلك الأهداف المرجوة المباشرة، وكذلك الأهداف الاستراتيجية (مباحثات فيينا).

نقلا عن الاتحاد