استقبلت الإمارات الرئيس السورى بشار الأسد، فنجحت فيما لم ينجح فيه اجتماع وزراء الخارجية العرب فى جامعة الدول العربية يوم ٩ من هذا الشهر!.
ففى اجتماع وزراء الخارجية، صدّقوا على موعد القمة العربية المقبلة، التى ستكون فى الجزائر، أول نوفمبر المقبل، ولكنهم لم يتوافقوا على عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر فى الجامعة.. وكانت النتيجة أن المقعد السورى بقى خاليًا فى بيت العرب!.
وكان المقعد قد خلا فى أجواء «الربيع العربى»، الذى مر على أرض الشام قبل أكثر من عقد من الزمان، ثم ظل شاغرًا من وقتها إلى اليوم، وكان الموضوع كلما جرى طرحه على اجتماع للجامعة على أى مستوى واجه نوعًا من عدم التوافق، وقد حدث هذا مرة بعد مرة على مدى سنوات، رغم أن سوريا لم تكن فى حاجة طوال هذه السنوات قدر حاجتها إلى أن يكون للعرب حضور على أرضها وفى عاصمتها!.
ولو حضر العرب لمَا كان الشأن السورى قد راح يتنازعه الإيرانيون والروس والأتراك وحدهم، وفى مرات كان يتنازعه معهم الإسرائيليون والأمريكان، ولم يكن العرب حاضرين على أى مائدة ضمت هذه الأطراف الخمسة، رغم أن القضية فى كل مرة كانت قضية سورية عربية خالصة، ولم يكن للإيرانى أن يكون طرفًا فيها، ولا الروسى، ولا التركى، ولا بالطبع الإسرائيلى، ولا حتى الأمريكى!.
وفى إحدى المرات كان وليد المعلم، وزير الخارجية السورى السابق، يرحمه الله، قد ألمح إلى أن على العرب الذين يعيبون على بلاده الاستعانة بإيران أن يجيئوا ليكونوا مع السوريين فى قضاياهم، وعندها لن يكون للإيرانيين ولا لغيرهم وجود فى سوريا ولا نفوذ!.
وفى القلب من هذا كله زار الأسد الإمارات، والتقى بالشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى، والشيخ محمد بن راشد، حاكم دبى، وكانت هذه هى زيارته الأولى إلى عاصمة عربية منذ أن هبّت على المنطقة عواصف ما لا يزال يسمى «الربيع العربى»!.
وإذا كانت زيارته قد فتحت ثغرة فى الجدار العربى المغلق أمام دمشق منذ ٢٠١١ فهذا يكفيها ويزيد.. وإذا كانت واشنطن قد قالت إن الزيارة أصابتها بخيبة أمل وانزعاج عميقين فهذا طبيعى ومتوقع.. ولو قالت الولايات المتحدة العكس لمَا كانت هى أمريكا التى نعرفها!.
نقلا عن المصري اليوم