الشراكة العربية «نمو مستدام» – الحائط العربي
الشراكة العربية «نمو مستدام»

الشراكة العربية «نمو مستدام»



يمر العالم بمرحلة دقيقة مع تبعات الأزمة الأوكرانية، والعقوبات المفروضة على روسيا، والتي فتحت الأبواب لملفات أكثر تعقيداً، كالأمن الغدائي والصحي، ولهذا جاءت تحركات دول محور الاعتدال العربي، وانطلقت عدة مبادرات لمواجهة التحديات الراهنة، وما توقيع الإمارات ومصر والأردن اتفاقية «الشراكة الصناعية التكاملية»، إلا تتويج لهذه الجهود، التي ستعزز فرص الشراكة العربية في الملفات الحيوية ذات الطابع الاستراتيجي.
يتصدر ملف الأمن الغذائي الملفات الأكثر سخونة في الوقت الراهن، وسبب القلق للعديد من دول العالم باستثناء الدول المحورية الفعالة التي خططت استراتيجيات المخاطر والأزمات استباقياً، وتملك من المخزون الاستراتيجي الغذائي ما يسد حاجة أسواقها المحلية لسنوات، وفي هذا الإطار تأتي الشراكة الإماراتية المصرية الأردنية كإحدى هذه الخطوات الاستراتيجية، حيث ستركز على الزراعة والأغذية والأسمدة والأدوية والمعادن لتحقيق نمو قائم على الاستدامة.
التعامل مع أزمة المخزون الغذائي العالمي يحتاج الى نظرة ذات بعد استراتيجي وإنشاء شراكات عالمية وإقليمية لمواجهة التحديات، فالعمل ككتلة يختلف تماماً عن العمل بشكل محلي، واليوم نشاهد عملاً عربياً يسهم في حل تحديات المنطقة والعالم، حيث تم اختيار القطاعات التي سيتم التركيز عليها بعناية، تخللتها ورش عمل حللت بيانات واردات الدول الثلاث.
حفّزت أبوظبي والقاهرة وعمّان باقي الدول العربية للدخول في محور الشراكة العربية الصناعية التكاملية، فالإمارات تعتبر ثاني أقوى اقتصاد عربي، تليها مصر ثالث أقوى اقتصاد عربي، بناتج محلي يصل إلى 795 مليار دولار.
ومع استمرار الأزمة الأوكرانية، واحتمالية امتدادها مع دخول السويد وفنلندا في الصراع، تزداد حدة الحاجة إلى بناء منظومة إقليمية غذائية وصحية، توفر الاستدامة للقطاعات الحيوية الاستراتيجية كافة.مرت المنطقة بتحديات الإسلام السياسي المتطرف، حاولت به القوى المتربصة استغلال ميليشيات الإرهاب والتطرف لتسرق السلطة، عبر ما يسمى بمشروع «الربيع العربي» بذريعة الديمقراطية، لكن بحكمة قياداتنا في المنطقة وتضامن دول بوزن الإمارات والسعودية ومصر، استطاعت المنطقة أن تتماسك وسقط المشروع «الإخواني»، لتعود المنطقة العربية أكثر تضامناً وتماسكاً، وتسعى للبناء والتنمية. تقوم سياسة دولة الإمارات بدور ريادي كبير.
واستطاعت الإمارات بعلاقاتها الدولية كسب تقدير الشرق والغرب، وهذا تبين عندما استثنت الهند الإمارات من قرار حظر صادراتها من القمح للخارج لسد حاجة سوقها المحلي. وبهذا يصبح النموذج الإماراتي محل ثقة في مواجهة التحديات العالمية، حين برز في محاربة الإرهاب والتطرف، ودخل التاريخ عندما وضع السلام والتسامح في أولوياته لقطع الطريق على تجار الأزمات، وشهد العالم لجهود الإمارات الإنسانية إبان جائحة كوفيد-19.
واليوم تضع الإمارات بصمة مميزة في العمل الجماعي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والصحي، مع تحويل المخاطر لفرص اقتصادية تتلاءم مع توجه دولة الإمارات ضمن مبادئ الخمسين، بأن تكون الاقتصاد الأقوى والأنشط عالمياً.

نقلا عن الاتحاد