«الحوثيون» ليسوا بطلاب سلام – الحائط العربي
«الحوثيون» ليسوا بطلاب سلام

«الحوثيون» ليسوا بطلاب سلام



يواصل الإرهابيون «الحوثيون» عملياتهم الإجرامية ضد الأهداف المدنية في المملكة العربية السعودية، مستخدمين الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ويلاحظ بأنهم يستهدفون الأعيان المدنية ذات العلاقة بإنتاج وتكرير وتوزيع المنتجات النفطية أكثر من غيرها، وربما أن وراء ذلك تكمن أجندات تقف وراءها إيران، ولها علاقة بأسعار النفط في الأسواق العالمية، وبمفاوضات الملف النووي الإيراني التي تجري بين عدد من دول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية من جانب، وإيران من جانب آخر، لكن ذلك لا يهمنا كثيراً في هذه المقالة، وما يهمنا هو لماذا تحدث هذه الهجمات المتكررة والمتواصلة على السعودية، ومعها دولة الإمارات، وقوى التحالف العربي لإعاقة الشرعية غير قادرة حتى الآن على إيقافها والقضاء عليها قضاءً مبرماً، خاصة المناطق والمدن التي تطلق منها في داخل اليمن، إن كان تلك هي الحقيقة كما يدعي «الحوثيون»، وليس من أماكن أخرى في البحر الأحمر والخليج العربي؟ حقيقة أن هذا الأمر محير ومزعج في نفس الوقت، فقوى التحالف العربي، وعلى رأسها السعودية ودولة الإمارات هي أطراف قادرة، ولديها من الإمكانيات الدفاعية والتكنولوجية والبشرية ما تؤهلها لذلك.
إن وضع الإرهاب «الحوثي» في الصورة الكبرى يتطلب نظرة على أين نقف نحن اليوم كقوة وضعت لنفسها هدفاً استراتيجياً نبيلاً وهو حماية أوطاننا من تغول أعدائها عليها والقضاء على الإرهاب في اليمن، ومنعه من الإضرار بدول وشعوب شبه الجزيرة العربية، بدءاً باليمن مروراً بالمملكة العربية السعودية، وانتهاءً ببقية دولها الأخرى.
لذلك فإن الأرض الطاهرة التي يجري عليها تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي تتكون من مجموعة دول مستقلة ذات سيادة سبع أولها اليمن الذي يعاني كثيراً في هذه المرحلة المحزنة من تاريخه المجيد بسبب مخلب القط «الحوثي» الذي يسيطر عليه ويغتصب الشرعية فيه خدمة لأهداف مريبة لدول إقليمية في داخل النطاق الجغرافي لشبه الجزيرة العربية والخليج العربي، أما الدول الست الأخرى، فإنها تصنف ضمن دول العالم التي تعيش في مستويات مرتفعة من الوفرة الاقتصادية والتنمية المستدامة.
مع كون الحرب مستمرة في اليمن منذ سنوات، ولا يبدو بأن نهاية قريبة تلوح لها في الأفق، فإن احتمالات وقوع اعتداءات «حوثية» مستقبلية على الدول المشاركة في التحالف العربي لاستعادة الشرعية واردة.
لذلك، فإن هذه الدول تواجه مشكلة التصدي السريع والاستجابة العاجلة لما يطلقه «الحوثيون» من مسيّرات وصواريخ باليستية تجاه أراضيها وأعيانها المدنية والنفطية.
هذه المشكلة العسكرية والأمنية تضع أمام الدول المعنية قوة دافعة لتغيير منهجيتها تجاه استراتيجية الحرب وتكتيكاتها، فهي حرب قائمة بين جيوش نظامية ذات التزام تام بقوانين الحرب المتعارف عليها دولياً، ووفقاً للقوانين والأنظمة والشرائع التي تحكمها وتواجه ميليشيات عصابات إرهابية وإجرامية تتبع أساليب لا تخضع لأية نظم أو قوانين، بل لشريعة الغاب.
ما أرمي إليه في هذا المقام هو القول بأن هذه القضايا العامة في محاربة الإرهاب «الحوثي» في اليمن وعدم القدرة على اجتثاث هجماتهم الإرهابية في عمق أراضي دول التحالف هي أمور آنية وعابرة بسبب جنوح السعودية ودولة الإمارات الدائم نحو السلم وعدم الرغبة في التدمير الكامل لكل شيء على أن يعم السلام القريب اليمن، وأن يثوب «الحوثيون» وأعوانهم إلى رشدهم، لكن في المقابل، فإن «الحوثيين» بعيدون عن السلام، أو حتى مجرد الرغبة في تحقيقه.
وهذا الأمر الأخير هو الذي يدعونا إلى المناداة باتباع استراتيجيات عسكرية وأمنية جديدة ليس بأقلها إقامة قبب حديدية تمنع وصول أسلحة الدمار التي يستخدمها «الحوثيون» من الوصول إلى أهدافها.. وليحفظ الله بلادنا من الشرور، إنه سميع مجيب.

نقلا عن الاتحاد